يحكى أن غاندي كان يجري للحاق بقطار وقد بدأ القطار في السير وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذائه... فما كان منه إلا أن أسرع بخلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار!.... فتعجب أصدقاؤه وسألوه "ما حملك على ما فعلت، لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى " فقال غاندي بكل حكمة "أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده"....
ما رأيكم في سرعة بديهة غاندي وفي حكمته؟
قواعد كثيرة تبنى على تلك القصة:
1- عدم الانشغال بتوافه الأمور... فما المشكلة في فقد حذاء؟ وإني لأتعجب ممن يذهب إلى مكة للعمرة فيفقد حذاؤه عند الخروج فيقضي كل طريق العودة في سب وشتم الأوضاع وأخلاقيات الناس وانتشار السرقة وتقصير الجهة الفلانية وووو.... هون عليك يا أخي... هو مجرد حذاء، فاحمد الله أن أنعم عليك بالقدرة على شراء غيره واحمده قبل ذلك أن أنعم عليك بنعمة المشي أصلا!. واعتبر فقدان الحذاء ابتلاء من الله لك واعتبره صدقة لمن أخذه وهون على نفسك.... فلا داعي لأن تضيع ما كسبته من حسنات العمرة في السب والشتم وبذاءة الحديث!
2- عدم الحزن على ما فاتك أو ضاع منك، فما كان قد كان ولن ينفع الندم على ما فات.
3- اتخاذ القرارات في الحياة بناء على المبادئ وليس على الشهوات والمزاج.... فتصرف الكثير من الناس في موقف مماثل هو الغضب والثوران بل ويمكن محاولة إيقاف القطار وتعطيل الناس من أجل حذاء الأخ.... ولكن غاندي وضع جانبا مزاجه واتخذ قراره بناء على مبدأ الإيثار... الإيثار لمن في القطار حتى لا يعطل مصالحهم والإيثار للفقير الذي سيجد الحذاء في يوم من الأيام فينتفع به.
4- تحويل المحن إلى منح... فلو اعتبرنا أن فقدان حذاء غاندي محنة له فقد حولها إلى منحة لغيره... فانظر وتأمل وطبق تلك القاعدة في حياتك.
5- سرعة البديهة وهي خصلة تجدها عند من اعتاد اتخاذ القرارات في الحياة بصورة عقلانية وبتأن... فعند الطوارئ تجد عقله مبرمجاً للتفكير بصورة صحيحة فيتخذ قراراته بصورة صحيحة وتلقائية.
*ملحوظة: السعادة الحقيقية هي في أن تعيش لغيرك وتضع مصالحك ورغباتك جانبا... أمر صعب أليس كذلك؟ ولكن من قال إن السعادة الحقيقية سهلة المنال؟