اهلا بك نوال ..عضوه جديده معنا في المنتدي ... واتمني ان نستطيع ان نقدم لك كل ماتحتاجينه ...وبالتوفيق في دراستك مناهج البحث العلمي
نتناول فيه :
ـ مفهوم المنهج: تعريفه لغة واصطلاحا,
ـ علم المناهج: أهميته, نشأته،
ـ أهم المناهج:
ـ المنهج الاستدلالي:
ـ المنهج التجريبي:
ـ المنهج الديالكتيكي:
ـ المنهج الوصفي:
ـ المنهج المقارن:
ـ المنهج التاريحي:
مناهج البحث العلمي
قال تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا المائدة آية 50.
لكل علم من العلوم مادة ومنهج, ومادة العلم هي الظواهر التي يتناولها بالتحليل, أمَّا منهجه فهو طريقة المعرفة التي يسلكها الباحث في سبيله إلى التعرف على حقيقة تلك الظواهر, فنقول مثلا: العلوم الطبيعية, ونعني بها المناهج العلمية التي تتناول بالتحليل الظواهر الطبيعية حال الفيزياء والأحياء وغيرهما, ونقول العلوم الاجتماعية ونعني بها المناهج العلمية التي تتناول الظواهر الاجتماعية بالتحليل.
مفهوم المنهج في اللغة:
ـ المناهج جمع منهج, والمنهج (Methode) في اللغة يعني الطريق الواضح, ونهجَ الطريق, بمعنى أبانه وأوضحه, ونهجه بمعنى سلكه بوضوح واستبانة.( )
فالمنهج هو الطريق الواضح المستقيم والبين والمستمر, للوصول إلى الغرض المطلوب أو تحقيق الهدف المنشود.
كما يعني كيفية أو طريقة فعل أو تعليم شيء معين, وفقا لبعض المبادئ بصورة مرتبة ومنسقة ومنظمة.
مفهوم المنهج العلمي كمصطلح:
والمنهج بمعناه الفني العلمي والاصطلاحي الدقيق يقصد به: "الطريق الأقصر والأسلم للوصول إلى الهدف المنشود."( ).
كما عرف أنه: " فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة, إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين بها, إما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون عارفين بها."
أو أنه: " الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم, بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته, حتى يصل إلى نتيجة معلومة.".
أو هو: " مجموعة الإجراءات الذهنية التي يتمثلها الباحث مقدما لعميلة المعرفة التي سيقبل عليها, من أجل التوصل إلى حقيقة المادة التي يستهدفها."( )
فالمنهج عملية فكرية منظمة, أو أسلوب أو طريق منظم دقيق وهادف, يسلكه الباحث المتميز بالموهبة والمعرفة والقدرة على الإبداع, مستهدفا إيجاد حلول لمشاكل أو ظاهرة بحثية معينة.
ويلتزم الباحث بمجموعة من القواعد والضوابط لاتخاذ القرارات وإتباع الإجراءات المقيدة لمسيرته البحثية, في إطار المنهاج وإجراء التجارب الضرورية اللازمة, مستعينا بالأدوات البحثية الأكثر ملائمة لبحثه, وإيضاح العلاقات والعلل السببية في إطار تحليل المشاهدات والملاحظات, وإجراء المقارنات المنطقية للوصول إلى نتائج واختبار مدى صحتها, ثم بلورة هذه النتائج في إطار التسلسل والتأطير النظري المنسق, في صورة قواعد مبرهن على صحتها, كحقائق علمية تقود إلى حل الظاهرة محل البحث.
والمنهج العلمي وفق المفهوم السابق, يصح تطبيقه في كل العلوم الطبيعية والاجتماعية بكل تفريعاتها.
النشأة والتطور:
بحث الإنسان منذ بداية الخليقة عن أساليب أو طرق يحل بها المعضلات التي يواجهها, خاصة عن طريق المعارف والمدركات العقلية, وبصفة أساسية العلم, وسجلت بعض الأفكار المتناثرة من الحضارات القديمة كملامح منهجية, خاصة ما خلفته الحضارة اليونانية من فكر فلسفي في القرن الثالث ق م, ولكن لم تترسخ هذه الأفكار وترتفع إلى مستوى منهج علمي متميز, حتى جاءت الحضارة العربية الإسلامية, فأرست دعائم مناهج راسخة ومحددة في شتى المعارف الإنسانية, وبرزت المناهج العلمية في مئات الكتب والمخطوطات العربية, والتي عرفت أوج نشاطها بداية من منتصف القرن السابع الميلادي حتى منتصف القرن الخامس عشر.
وجاءت النهضة الأوربية الحديثة لتضيف إلى هذه الثروة الموجودة الشيء الجديد, فكان أول من كتب عن المناهج العلمية في أوربا المعاصرة ( فرنسيس بيكون ) سنة 1620, حيث كتب " قواعد المنهج", تبعه الفيلسوف الفرنسي ( ديكارت ) سنة 1637, وركز كلاهما على المنهج الاستدلالي, ثم كتب ( جون لوك ) كتابه في المناهج سنة 1690, ثم توالت البحوث والكتب في هذا الميدان.
التصنيفات التقليدية لمناهج البحث العلمي:
1 ـ المنهج التحليلي والمنهج التركيبي:
المنهج التحليلي الاكتشافي أو منهج الاختراع, وهو يستهدف الكشف عن الحقيقة, أمَّا المنهج التركيبي أو التأليفي فهو يستهدف تركيب وتأليف الحقائق التي تم اكتشافها عن طريق المنهج التحليلي. وذل بهدف تعميمها ونشرها للآخرين.
ويعاب على هذا التقسيم أنه ناقص, لأنه يتحدث عن الأفكار فقط, ولا يشمل القوانين والظواهر, كما أنه لا يصح لكافة فروع المعرفة.
2 ـ المنهج التلقائي والمنهج العقلي:
المنهج التلقائي هو الذي يسير فيه العقل سيرا طبيعيا نحو المعرفة أو الحقيقة, دون تحديد سابق لأساليب وأصول وقواعد منظمة ومقصودة, أمَّا المنهج العقلي التأملي فهو ذلك المنهج الذي يسير فيه العقل في نطاق أصول وقواعد منظمة ومرتبة ومقصودة, من أجل اكتشاف الحقيقة أو الحصول على المعرفة.
وانتقد هذا التقسيم الكلاسيكي من حيث أته يتحدث عن طرق ووسائل الحصول على المعرفة, وليس على مناهج البحث العلمي, كمناهج علمية لها أصولها وقوانينها.
التصنيفات الحديثة لمناهج البحث:
توجد عدة تصنيفات حديثة لأنواع المناهج العلمية, لعل من أشهرها:
1 ـ تقسيم هويتني withney:
وأنواع مناهج البحث عنده هي:
أ ـ المنهج الوصفي.
ب ـ المنهج التاريخي.
ج ـ المنهج التجريبي.
د ـ البحث الفلسفي.
هـ ـ البحث التنبؤي.
و ـ البحث الاجتماعي.
ن ـ البحث الإبداعي.
2 ـ تقسيم ماركيز Marquis:
أ ـ المنهج الأنثربولوجي.
ب ـ المنهج الفلسفي
ج ـ منهج دراسة الحالة.
د ـ المنهج التاريخي.
هـ ـ منهج المسح.
و ـ المنهج التجريبي.
3 ََ ـ تقسيم جود وسكيتس and Scates Good :
أ ـ المنهج التاريخي.
ب ـ المنهج الوصفي.
ج ـ منهج المسح الوصفي.
د ـ المنهج التجريبي.
هـ منهج دراسة الحالة.
و ـ منهج دراسات النمو والتطور.
على أننا سنأخذ في هذا البحث المناهج الكبرى والأصلية المتفق عليها بين علماء المناهج, وهي: الاستدلالي, التجريبي, التاريخي, الجدلي.
علم المناهج Méthodologie:
عرف علم المناهج تطورا كبيرا نتيجة لتطور أنواع المناهج واستعمالاتها المتزايدة, وبتزايد حركة البحث العلمي وتنوع مجالاته, ازدادت أهمية هذا العلم, تعددت المناهج وتنوع الاختصاصات العلمية, بل إننا نجد العلم الواحد يستعين بمناهج مختلفة بحسب ما يقتضيه موضوع البحث.
إن أول من استعمل كلمة "علم المناهج " أو " المنهجية " هو الفيلسوف الألماني " كانط ", وذلك عندما قسم المنطق إلى قسمين:
أولا: مذهب المبادئ, وهو الذي يبحث في الشروط والطرق الصحيحة للحصول على المعرفة.
ثانيا: علم المناهج الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل علم وبتحديد الطريقة التي يتشكل بها أي علم من العلوم.( )
فعلم المناهج هو الذي يبحث في مناهج البحث العلمي والطرق العلمية التي يكتشفها ويستخدمها العلماء والباحثون من أجل الوصول إلى الحقيقة.
فإذا كانت مناهج البحث العلمي هي الطرق المؤدية إلى معرفة الحقائق والكشف عنها في مختلف العلوم ـ وذلك بواسطة مجموعة من القواعد والقوانين العامة التي تنظم سير العقل حتى يصل إلى نتائج معلومة ـ, فإن علم المناهج هو العلم الباحث والدارس لهذه المناهج العلمية.
نشأ علم المناهج وازدهر بعد عصر النهضة في أوربا, وتحديدا في القرن السابع عشر الميلادي, على يد جماعة كبيرة من العلماء والفلاسفة أمثال:
فرنسيس بيكون ( 1561 ـ 1626 ): بيّن أهمية إتباع الوسائل التجريبية والتعميمات العلمية, وهو أول مفكري عصر النهضة الذين أكدوا أهمية استخدام المنهج الاستقرائي بغية الوصول إلى القوانين.
رينيه ديكارت ( 1596 ـ 1650 ): بيّن أهمية الجانب الرياضي للعلم, ووضع قواعد المنهج الاستدلالي, فالنتائج تستنبط من مقدمات واضحة تماما للعقل, مما يجعله على يقين أنها تصلح أساسا لكل معرفة ناتجة عنها, وقد تضمن كتابه " مقال في المنهج " إسهاماته في هذا المجال( ).
ايمانويل كانط ( 1724 ـ 1804 ), فيختـه ( 1762 ـ 1814 ), وليم جيمس ( 1842 ـ 1910 ).... وغيرهم من العلماء والفلاسفة.