الحمد لله الذي لا يحصي نواله ، و لا يفني كماله ، و لا تتناهى نعمه و
أفضاله ، و الصلاة و السلام علي سيدنا رسول الله الذي قال ما معناه :
الحمد لله الذي خلقني من أنوار البهاء ، و رفع قدري في الأرض و السماء ، و
كتب اسمي علي ساق عرشه ، و قرن اسمي باسمه ، و نزه ذكري في عالم قدسه
الإخوة والأخوات الأحباب في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الله تعالى قسّم الطاعات ووزّع العبادات على أوقات ، وجعلها موصولة الحلقات ، ليدوم الإتصال بين العبد وربه ، وليبقى المدد موصولاً بالله ، فيرقى العبد الصالح المواظب على الفرائض والواجبات ، والمُحافظ على السُنن والنوافل إلى ملكوت السموات ويرى سِ الله في الكائنات يَحْيَى سعيداً بنور الله ، ويُبْصر بنور الله كما في الحديث القدسي " ما تقرب إليّ عبدي أحبّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي علها ، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري
ومن النوافل التي تُقرّب العبد إلى الله والسُنن التي تُوَصِّل المؤمن إلى طريق الله صيام ثمانية أيام من العشر الأوائل من ذي الحجة مختومة بصيام يوم عرفة .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم نهاره ويقوم ليله ، ويذكر لأصحابه فضل ذلك ويُرغِّبهم في التزود منه .
قال صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من ذي الحجة " قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلاّ رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيئ "..
وكأن الله سبحانه وتعالى أراد منا أن نشارك إخواننا الحجاج في روحانيتهم وأن نقاسمهم في مناسكهم ، فهم هناك يسعون ويطوفون ، ونحن هنا صائمون ، وهم هناك يشاهدون آثار الوحي وعلى عرفة يقفون ، ونحن هنا متصدقون وسائحون .
وها هو سيدنا موسى عليه السلام يقول : " يارب دعوت فلم تجب دعوتي فعلمني شيئاً أدعوك به " فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى إذا دخل أيام العشر من ذي الحجة قل لا إله إلاّ الله أقضي حاجتك ، قال يارب كل عبادك يقولها ، قال ياموسى من قال لا إله إلاّ الله في هذه الأيام مرة ، لو وُضعت السموات السبع والأرضين السبع في كفّة ولا إله إلاّ الله في الكفّة الأخرى لثقلت ورجحت كفّة لا إله إلاّ الله ..
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر الأواخر من ذي الحجة ، وثلاثة أيام من كل شهر .
هذا والله المُوَفق
والحمد لله ، ختامٌ لا يزال يبدأ ، وبدءٌ لا نهاية له بإذن الله
و أتوجه إلي الله تعالي بضعفي
أن يفرج هم كل مهموم ، و يذهب غم كل مغموم . و يزيل كرب كل مكروب .
و يحفظكم من شر كل ذي شر ، و يبلغكم الآمال
التوقيع : يـــا عيــــد ... يـــا هديــــة مـن ربنــــا الخـــلاق
انت الــذي ... تنبعــث فينـــا نــــشوة المشتـاق
تجــمعنـــا ... أحــبــــة بالأهـــــل والـــرفـــــــاق
تغمــــرنــا ... بــرحمـــة كــالـمـنــبع الــــدفــــاق
لــيس العـــيد مـــن لبــس الجــديــــد
انــمـــا العــيد لـمـــن نـــجـا يـــــوم الوعيــــد