عندما تزيد أعباء الحياة ومشاكلها المختلفة ، يشعر البعض منا بـ ( اليأس ) ، وهو عنصر نفسي سيء ، يضيع طاقات الرجال و يحطم حماس الشباب و يفرق بين المبدعين وإبداعاتهم .
إن اليأس لا يتمكن إلا ممن كان ضعيف الإيمان ، قليل التوكل على الله ، غير مسلم تمام التسليم لقضاء الله وقدره . وقد نهى ربنا سبحانه عباده في عدم الوقوع في هذا الداء بقوله " لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ " الزمر 53 ، وكذلك قول يعقوب لأبنائه " يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " يوسف (87) .
قال ابن مسعود رضي الله عنه " أكبر الكبائر الإهراك بالله ، والأمن من مكر الله ، واليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله " ، وقال بعض العلماء " لولا الأمل ما بنى بان بنياناً ، ولا غرس غارس غرساً " . فإذا أيقنـا بذلك فكيف نيأس ؟
ولعلي أذكر بعض المقترحات لعلاج اليأس راجياً الله أن ينفع بها :
أولاً : التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب وبذل الجهد .
ثانياً : الإيمان بالقضاء والقدر وأن الله مقسم الأرزاق بين العباد وله حكمه في ذلك .
ثالثاً : التأسي بالأنبياء والصالحين الذين غير الله بهم وجه الحياة ، وكذلك مطالعة تجارب الناجحين .
رابعاً : الإيمان بأن الحياة لم تخلق دار سعادة وإنما خلقت دار عنـاء وتعب وحصد ، وأن الإنسان وجد في هذه الحياة ليجمع الحسنات لا ليجمع المال والولد .
خامساً : اليقين بأن اليأس لا ولن يجنى من وراءه إلا التعب والفشل والمرض بخلاف الأمل .
سادساً : الثقة بالنفس وتطوير الذات وذلك بالقيام بالأعمال والتكاليف وتحمل المسؤولية بدون خوف أو وجل .
سابعاً : قتل الفراغ وذلك عن طريق كتابة البحوث وتلخيص الأشرطة والمشاركة في المجالات المختلفة المفيدة .
وأخيراً نداء لكل يائس أقول له لا تنتظر السماء أن تمطر ذهباً أو فضة فهيأ لنفسك الظروف المناسبة وأبدأ بالانطلاق.
والحمد لله رب العالمين.