أسألكِ أن لا تعودي ! م.ن

أنتي يا أغنية السوسن
ياحزن العمر
كفاني ماكان
لا تعيدي النص فهو عقيم !!
دعي حرائقنا المطفأة هامدةً
لا تنفخي الرماد
فلن يشتعل الهشيم
البحر قد سكن
فلا تقتربي من شواطئه
فتثور من اعماقة الظلمات
ويستفيق السديم !
حلم الربيع كنتِ
وقد نأى الربيع !
فلا أحد غير الشتاء اليوم نديم
برد يلوكني الآن ومطراً وجليدا
فأدثر وهم عينيكِ معطفاً
في الطرقات أهيم
أناديك ألا تعودي
فهل تسمعي في عويل الريح
صدى صوت الجراحات الأليم ؟!
هواك قد انتحر سيدتي
فلا تبعث الروح
في هذا الرميم
......
حبيبتي وأنتِ حبيبتي
وكل أحلامي
أسألكِ أن لا تعودي !
أن لا تهتمي لهذياني
لهذه الكلمات الرعناء
إذ تعصاني
للشوق في عيني
يسألكِ أن تكفكفي دمع أشجاني
للشوق في جسدي
بركان يثور يكاد يخطفكِ
ويلقيك في لهيب وجداني
للهفة الخرساء .. تهذي
في صمت أحزاني
........
نبيذية الشفتين
لا تعزفي على وتر الجفاف
أغنية المطر
فلن يصدح ايقاع المرازيب
إلا بكاءً من جانبيَ
لا تلمحي لي هواكِ
فالهوى ليس برقاً خاطفاً
بل تاريخ طويل
فإن شئتي عودةً فكتبيه على السطور
واغرسي وهمه في مقلتي
في قلبي أشعليه .. موال حزن
على الموت يظل عصيا
في عيني ارسميه لوحة انكسار
تجرح زهو الكبرياء !
وتثير صخب الألوان فوضويا
إن شئتي عاودي الكتابة
أشطبي النص العقيم
أكتبي بعد موتي مولدي
قولي أحبك ...
فأفيق من اليأس
قولي أحبك ...
فلا قمراً غيرها ينير هذا الظلام السرمديا
قولي أحبك ...
وسيرتد جنون الصبابة إليِّ !
وسترتدي حبيبتي رغماً عني
حبيبتي رغم ما تمليه صفوة الماضي عليَّ .