ملتقى القانونيين العرب

اهلا بك زائرنا الكريم نتشرف بوجودك
نرجو الدخول ان كنت عضواً
ونرجو التسجيل ان لم تكن عضواً واهلا بك دائما

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى القانونيين العرب

اهلا بك زائرنا الكريم نتشرف بوجودك
نرجو الدخول ان كنت عضواً
ونرجو التسجيل ان لم تكن عضواً واهلا بك دائما

ملتقى القانونيين العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى القانونيين العرب

منتدى ثقافى متنوع للتعارف وتبادل الخبرات بين القانونيين وغيرهم من كل العالم العربى


    مواجهة القيادات الاستبدادية بالصراحة والشفافية http://www.edara.com/

    avatar
    ادارة الفكر
    قانونى جديد
    قانونى جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 4
    الموقع : الاردن
    البلد : مواجهة القيادات الاستبدادية بالصراحة والشفافية  http://www.edara.com/ Male_j11
    نقاط : 12
    تاريخ التسجيل : 03/11/2014

    مواجهة القيادات الاستبدادية بالصراحة والشفافية  http://www.edara.com/ Empty مواجهة القيادات الاستبدادية بالصراحة والشفافية http://www.edara.com/

    مُساهمة من طرف ادارة الفكر الأربعاء نوفمبر 05, 2014 1:15 pm

    مصارحة القائد بأخطائه من أصعب المهمات التي يمكن أن يواجهها الموظف في حياته العملية! ومن أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الموظف هي محاولة تغيير سلوك القائد والمدير الغامض.  يقول "هربرت أجار" في كتاب "زمن العظمة": " أكثر الحقائق تحريرًا للبشر من قيود ذواتهم هي أكثرها مرارة."  ولذا فإن محاولة تحرير القائد أو المدير الغامض من قيوده تأتي دائما بنتائج عكسية، لأن المدير ذاته لا يستطيع تعديل نفسه لكي يعتدل ويستثمر أمثل وأكمل وأجمل صفاته.  قد يبدو القائد وسيماً ومهندماً ومثقفاً ومتحدثاً ومقنعاً من الخارج، لكنه أيضاً قد يعاني من عقد نقص ومن مشكلات تقض مضجعه وتدفعه إلى اتخاذ قرارات ويأتي بسلوكيات دفاعية تزيد من تراكم أخطائه.
    في عام 2002، كرمت صحيفة "تايم" كلا من "شيرون واتكينز" – كاشفة فضيحة شركة "إنرون" للطاقة؛ و"سينثيا كوبر" كاشفة فضيحة "وورلد كوم"؛ و"كولين راولي" كاشفة فضيحة مكتب التحقيقات الفيدرالي – ملقبة إياهم بـ "شخصيات عام 2002" لمجاهرتهم قادتهم بحقائق أبوا أن يستمعوا إليها، مغامرين في ذلك بوظائفهم ومورد رزقهم.
    القيمة الأخلاقية والدروس المستفادة هي أن هؤلاء الموظفين الشجعان لم يستهدفوا الشهرة أو كسب المال، رغم أن رؤساءهم ضربوا بتنبيهاتهم عرض الحائط وهمشوهم وجردوهم من صلاحياتهم.  ومع ذلك، لم يثنهم ذلك عن الجهر بالحقيقة، بل قادتهم شجاعتهم إلى مصارحة ومفاتحة قيادتهم، وهذا سلوك إيجابي منزه عن أية أطماع أو مصالح شخصية. يقول "مارتن لوثر كينج": "نحن نموت ببطء حين نبدأ بالتعتيم على الحقائق الخطيرة."  والحقيقة أن هذا يحدث في المجتمعات الديموقراطية والمفتوحة، أما في المجتمعات العربية النائمة فإن الإنسان يموت بسرعة لأن التعتيم والتكتيم والتلثيم هما القاعدة لا الاستثناء.
    كل بني البشر يكرهون، ومعظمهم يرفضون، الاعتراف بأخطائهم ويميلون إلى إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف، وهذا سلوك انهزامي ومحطم للقائد. وفي أهمية الاعتراف بالأخطاء وقبول النصيحة قال الاستراتيجي الصيني التاريخي: "لاو تسو": "الرجل العظيم؛ يقر بأخطائه ويصححها، ويعتبر ألذع النقاد وأقسى المعارضين أخلص الأصدقاء وأوفى المؤيدين، ولا يكره أعداءه قدر ما يراهم انعكاسًا لنقائصه وأخطائه!"

    مصارحة القادة بأخطائهم من أقدم القضايا الأخلاقية وأكثرها صعوبة، فالقائد دائما يخيف أتباعه دون قصد، سواء أكان شيخ قبيلة أو قائد جيش أو وزير دفاع أو قائد طائرة أو مديراً صغيراً.  لكن الأصعب من مجاهرة قادتنا بأخطائهم هو أن نعترف نحن بأخطائنا، لأن هذا يعني الإحراج أو فقدان ماء الوجه أو فقدان الوظيفة وربما دخول السجن!  وهناك قادة ومديرون طغاة يستبدون بآرائهم ويخيفون أتباعهم إلى درجة تصيبهم بالشلل وتجعلهم يحجمون عن البوح بالحقيقة.
    من القصص المعروفة أن "بيرسي بارنيفيك" الرئيس السابق لشركة "إيه بي بي" العالمية أراد أن يحرر أتباعه من الخوف، فعلمهم ما يلي:
    - اتخاذ قرار المصارحة وتنفيذه بطريقة صحيحة هو القرار الوحيد غير الخطير، حتى وإن عرض مستقبلك للخطر؛
    - اتخاذ قرار المصارحة وتنفيذه بطريقة خاطئة هو ثاني أفضل الاختيارات؛
    - عدم اتخاذ قرار المصارحة وإغفاله هو قرار أخطر من الفشل والفرار؛
    - مجاهرة الرؤساء بأخطائهم هي أسمى فضيلة، بشرط أن تتسم بالصدق وتبتعد عن المصلحة الشخصية وأن تنبع من أخلاق سامية، وتستهدف إحداث تغيير إيجابي؛
    وبالنظر إلى ما نعانيه في عالمنا العربي اليوم من غموض وارتباك وتسلط فإنه يمكن لخبراء القيادة والقانون وفلاسفة الأخلاق وخبراء الإعلام والعلاقات العامة أن يشيروا بالبنان إلى كل كذاب أشر، وأن يكشفوا النقاب عن ادعاءات كل متبجح مرتاب. فالغموض والزيف والتدليس سلوكيات تدميرية يمكن اكتشافها بسهولة من خلال لغة اللسان ولغة الجسد، ويمكن الوقاية منها استنادا إلى قيم الحق والحرية والخير والجمال.
    الأستاذ نسيم الصمادي.. كتاب: من عجلون إلى العالم

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:13 am