حلم نعيشه حاليا في الوطن العربي وهو محو الامية الخاصة بالكمبيوتر والتعامل معه ولكن هذا ليس حلم المهندس السوري نبيل عيد الذي لن يهتم بالاصحاء ووجه نظره نحو المعاقين.
نبيل مدير مركز سلمية للكمبيوتر في سوريا وهو خاص بتدريب المعاقين على علوم ومناهج الكمبيوتر حيث بدأ يتعامل مع المعاقين منذ عام 1992 وكان الصم واليكم هم اول شريحة بدأ التعامل معها حيث ابتدع لغة اشارية جديدة خاصة ببرامج وعلوم الكمبيوتر وقام بجمعها في قاموس موحد وذلك لايجاد لغة اشارية عربية عالمية تفيد المدرب في التعامل مع المعاق من خلال الحاسب.
والسؤال الاول الذي طرحه نبيل عيد على نفسه هو كيف يوصل للصم والبكم تعاليم استخدام الكمبيوتر؟ ومن هنا جاءت فكرة ابتكار لغة اشارية غير المتعامل بها في الحوارات العادية بين المعاقين.
ويقول نبيل عيد اكثر شيء اثارني هو ما هي اقرب اشارة تشرح معنى أو مفهوم مصطلح من مصطلحات الكمبيوتر وتمت دراسة الاشارة مع المعوق نفسه فبدأت اتعاون مع المعوقين لنصل الى مفهوم سهل عليهم استيعابه، بالطبع كان علي في البداية ان اتعلم لغة الاشارة العادية لاتواصل معهم ومن ثم دراسة مستوى الطفل المعوق علمياً لتحديد مدى استيعابه وقدرته على تذكر المعلومات وتم الاختيار بشكل فردي لكل طالب ومن ثم لابد وان نؤهله نفسياً للبدء ثم ننشيء علاقة طيبة بين المدرب والمعاق نفسه.
وعندما استفسرت عن احتمال وجود دراسات مشابهة في اي من بلدان العالم اجابني «بالطبع من الممكن ان يكون هناك دراسات مشابهة في العالم الغربي ولكن لكل مدرب خصوصية بالاضافة الى ان لغة الاشارة العادية للمعاقين العرب غير مثيلتها باللغات الاخرى وبالتالي لابد وان تختلف لغة الاشارة لتعليم الكمبيوتر ومن ثم تقدم بأبحاثي لمنظمة اليونسكو العالمية وقاموا بدراستها وتقييمها فنيا ثم اقرارها.
والمهندس نبيل سليمان قام في البداية بتعليم الصم والبكم لغة الاشارة الخاصة بتعليم برامج الكمبيور لكن كان ما يهمه هو ان يتمكن المعاق من العمل على جهاز الكمبيوتر في مواقع العمل العادية ومن البرامج التي قام بشرحها في البداية نظام تشغيل دوس ثم انتقال الى نظام النوافذ windows.
ويؤكد قائلاً: لقد سهل علينا نظام النوافذ المهمة لانه يعتمد على البيئة البيانية في الاظهار والصورة والرسم، وهذا ادى الى سرعة التعلم والتأقلم مع الجهاز خاصة مع الاصدارات العربية لنسخ النظام ومثال على ذلك اجراء عمليات حسابية على الكمبيوتر بشكل تلقائي والتعامل مع برامج الرسم ثم الفوتو شوب والكوريل درو الى آخره من برامج الرسم وكذلك ثم اجراء اختبارات مذاكرة على الكمبيوتر وكل هذا ادى الى ان يستطيعوا التعامل مع الانترنت.
وبعد ان حقق نبيل عيد نجاحاً مع الصم والبكم تفرغ لمعاقي الشلل الدماغي حيث قابلته معهم صعوبات عديدة، لكن اكتشف ان الكمبيوتر افضل طريقة لتنمية مهاراتهم العقلية وتقليص الفارق بين الامر العقلي والامر الزمني من خلال برامج تمييز الالوان وتحديد الاتجاهات الى آخره.
وكانت اهم مرحلة وفقاً لما يقوله المهندس نبيل عيد هي مرحلة الانتقال لشريحة المكفوفين وفق المعطيات التي كانت متوافرة لديه حيث كان هناك برنامج الاملاء الصوتي باللغة الانجليزية الذي يتعامل مع التطبيقات الانجليزية فقط ومهمته انصبت على تفعيل هذا البرنامج مع تطبيقات اوفيس باللغة العربية وكان ذلك مع «اوفيس 1998» قبل ان يظهر مؤخرا اوفيس xp وكانت فكرة دراسته تركز على الكلام مع الكمبيوتر بشكل مباشر دون اللجوء الى المعاجم والقواميس وذلك من خلال دراسة معمقة لقواعد اللغة العربية تتضمن علم الدلالة وعلم العلامات والاساليب «اسلوب المحاورة مع الكمبيوتر» ومن ثم دراسة علم اللسانيات واجراء اختبارات على احرف الابجدية العربية فقط للعرب بحيث يشمل الحرف ثلاث حركات «فتح، ضم، كسر».
ويقول نبيل عيد: عندما بدأت مشروعي في 1992 اقرت منظمة الجايكا في اليابان بأنها أول تجربة في الموطن العربي ولكن الآن لا اعرف اذا كان هناك تجارب اخرى، لكن تجربتي خاضعة للتطوير باستمرار والتجديد بشكل عام فقد وصلنا مع الصم والبكم الى مهارات عالية، اما الشلل الدماغي فيحتاج لوقت اطول وتمويل كبير اما المكفوفون فقد ساعدتني برمجيات صخر العالمية في تعليمهم كيفية التعامل مع الكمبيوتر وانا حاليا بصدد انشاء موقع على الانترنت يضم تفاصيل تجربتي وابحاثي هذه.
المهندس نبيل سليمان يحاول الآن تطبيق تجربته في الامارات حيث يتواجد حاليا بدبي من خلال المراكز التي تهتم بالمعاقين وتنتشر في الامارات.