.
أدوار المعلـم الناجح
تتعدد وتتداخل أدوار المعلم بين الدور المعرفي والتقويمي والضبطي والإداري، وكلما كان دور المعلم أقل جموداً وجد المعلم نفسه مشاركاً في نوع معين من العلاج الاجتماعي الذي تختفي فيه المسافة الاجتماعية العائقة له. ويفرق البعض بين الأدوار الأساسية للمعلم (التدريس والتطبيع الاجتماعي والانتقاد الاجتماعي) والأدوار المساعدة (حفظ النظام والمسؤوليات الإدارية والإشرافية).
فالمعلم يصبح بنقله للثقافة والمعلومات والقيم خبيراً أكاديميا ومدرباً أخلاقياً، ويهتم بالمساعدة في التطبيع الاجتماعي لكل طفل تحت رعايته وفي بناء شخصيته وخلقه وتطوير القيم والاتجاهات. وقد يعتقد المعلم أن دوره الأساسي المرشد والناصح والموجه لتلاميذه والقاضي والحكم، وقد يعتبر أن دوره الأساسي دمج تلاميذه في المجتمع أي تطبيعهم الاجتماعي وخصوصاً في مجال التفاعل الشخصي مع الأطفال في عملياتهم، ويصبح عمل المعلم ضعيفاً لأنه يتعامل مع بشر، ويمارس علاقات إنسانية، ويدخل في نسيج متشابك من علاقات التلاميذ والآباء ونظار المدارس والموجهين. ويبدو أننا بحاجة إلى وعي أكبر بدور المعلم، وتناقضات هذا الدور وصراعاته. فبينما يأتي التلاميذ إلى حجرة الدراسة تاركين بيوتهم وآباءهم فإن المعلم -كما يلاحظ- مانهايم «يستدعي إلى حجرة الدراسة، آراءه عن عمله وتحيزاته، ومخاوفه ونقائصه وطموحاته وإنسانيته ومجتمعه. ويحمل كل معلم في أعماقه وفي شخصيته فلسفة للحياة، ولدوره ولوجهات نظره عن عمله»
وإذا كان المعلم - كما يلاحظ هويل ومسجريف - وسيطاًً بين العالم الحقيقي والعالم المثالي، فإن كثيراً من مشكلاته الشخصية وصراعاته تنبع من هذا الموقف، حيث يحتدم الصراع بين مسؤولياته ومتطلباته المهنية من ناحية وعن صورة المستقبل المنتظر الذي يعد له من ناحية أخرى.
خصائص المعلم الناجح
وإذا كان وعي المعلم بأدواره، وإجادته لها تنعكس على نجاحه المهني، فإن الأدبيات تشير إلى هذه العلاقة، حيث تحدثت إحدى الدراسات حول أبرز خصائص المعلم الناجح من وجهة نظر الموجهين والمشرفين التربويين والمديرين والمعلمين أنفسهم والطلاب كانت على الوجه التالي:
- التمكن من المادة التعليمية التي يدرسها المعلم (63%).
- الديموقراطية والتسامح ومشاركة الطلاب في اتخاذ القرارات (61%)
- التنويع في أساليب التدريس (47%).
- قوة الشخصية والذكاء وسلامة العقل والجسم (45%).
- التحضير السابق للمادة والحماس الشديد لها ((31%).
- توزيع الأسئلة بالعدل ومراعاة الفروق الفردية (19%).
- التحلي بالأخلاق الفاضلة والمبادئ الملتزمة (18%).
- التأهيل العلمي والإلمام بالأهداف والمنهج (18%).
- المحافظة على المظهر بشكل لائق (17%).
.