كيف ظهرت شخصية هذا الشعب في الابداعات الشعبية. من اجل التدقيق في هذا الامر، فقد قمنا بفحص اغاني المقاومة عبر الفترة الزمنية الطويلة الممتدة من ثورة يافا 1920 وحتى الوقت الحاضر، مروراً بالثورات الفلسطينية والانتفاضات المتلاحقة حتى نكبة عام 1948، وبعد ذلك خلال سنوات الحزن والانتظار حتى قيام الثورة الفلسطينية المعاصرة وانطلاقتها الاولى مع بداية عام 1965، وما رافق ذلك، وتبعه من ذلك السجل الطويل للنضال الوطني. لقد قمنا بدراسة اشكال التعبير الفولكلوري عن المراحل النضالية المختلفة، في محاولة للوصول الى حملة من الاستنتاجات فيما يتصل باستنطاق النصوص الفولكلورية وكيفية تعبيرها عن الطريقة التي كانت ومازالت تفكر فيها الجماهير، وحقيقة نظرتها لما جرى لها واصابها، فيما يشكل المميزات الفكرية للناس كما تنعكس في ابداعاتهم الشعبية .
يترسخ في الذهن الشعبي الفلسطيني شعور عميق بأن فلسطين هي الارض المقدسة، التي جُبلت بدم الشهداء الذين حرروها من الحكم الروماني في زمن الفتح الاسلامي. وهي نفس الارض التي حررها الشهداء الابرار، والقادة الغرالميامين من قبضة التتار، وغزوات الصليبيين، وحافظوا على ميزاتها العربية والاسلامية. ويرى المواطن الفلسطيني المعاصر بأن دوره هو ذلك الدور المكمل لدرور من سلفه من القادة الوطنيين والشهداء الابرار الذين طردوا زحوف المحتلين. وتقول المرويات الشعبية بأن تحرير فلسطين واجب يمليه الواجب، والالتزام بالمعتقدات الدينية الجهادية، فضلاً عن انه شرف يقوم به الابطال حماة العرض والارض والدين. وان معركة التحرير هذه تمتزج فيها قيم شتى: قيم الدين، وقيم البطولة، وقيم الشهامة. وتقول المرويات الشعبية ان يوم التحرير هذا آت لا محاله، وسيقاتل فيه المؤمن الكافر. سيكون المؤمن شرقي النهر، ويكون الكافر غربيه. وفي ذلك اليوم، يوم التحرير، سينطق الشجر والحجر. سيقول الحجر : يا مؤمن، هذا كافر فاقتله. اي ان الشجر والحجر ستساعد المجاهدين، فتنطق لتدلهم على مكانه وستحارب معهم الملائكة. وهناك في المرويات الشعبية ما ورد على لسان اناس قالوا بأن الملائكة قد حاربت مع الفدائيين في معركة الكرامة (21آذار 1968). وواضح ان هذه المرويات تستند الى اشارات في الحديث النبوي ونص القران، وان الله، ايضاً سينصر عباده، ويقف معهم، ويعينهم على اعدائهم، عندما يكونون في قمة النقاء والطهارة، والايمان العظيم. وفي النتيجة، فان المرويات الشعبية تشير الى ان المعركة من اجل تحرير الوطن قادمة، ولها وقتها وشروطها، ومواصفات الناس الذين يخوضونها. وفيها يكون النصر للمؤمنين. وان النصر آت لاريب فيه، وينتظر وجود الجيل الذي يؤمن بالله ويضحي من اجل تحرير ارضه المقدسة. ونجد هذه المرويات، وقد تجسدت ايضاً في الغناء الشعبي. هذا بيت من العتابا للشاعر محارب ذيب يقول فيه بأنه لابد من ان يعود وطننا الينا، يقول :
يا ويلي وين الذي بحرر وطنا
يا ذكره بالمُلُك شعشع وطنا
ولابد يرتجع هُوِّ وطنا
ولو نجوم السما بتسكب اطوابْ
لابد من ان نلاحظ بأن المرويات الشعبية تعطي انطباعات مختلفة عن امل الجماهير في التحرير، فهذا الامل يبدو مرتبطاً بارادة الله :
كريم الله على الاوطان بنعود
وهناك تعود وحدتنا غرب
وفي حالات اخرى نجد ان الفنان الشعبي لا يتعلق بأية اوهام، وهو يعرف حق المعرفة ان استعادة الارض المسلوبة لا تأتي بالانتظار والتواكلية، بل بالقوة، وان استعادة الارض تحتاج الى وحدة الناس وتماسكها. وبيدو الفنان الشعبي هنا واضحاً تمام الوضوح، فهو يرى ان الانسان يصنع حدث التحرير ولا ينتظره كمنحة لابد ان تأتي. فنان شعبي من الجليل يتحدث عن مصادرة الاراضي ويقول :
نادى المنادي في الجليل
ارض العروبة للعرب
شاغورنا مالك مثيل
وترابك احلى من الذهب
وبوحدة رجال الشاغور
امر المصادرة انشطب
دايان امرك مستحيل
امر المصادرة انشطب
قد لا يكون امر المصادرة قد شطب، ونحن نعرف ان الآلاف المؤلفة، من الدونمات قد صودرت من ارضنا، وتهودت، وفقدناها الى ان يأتي زمن التحرير، الا ان الفنان الشعبي هنا يتحدث عن حالة من المقاومة والتحدي، من خلالها يمكن ان تتوقف المصادرة، وهي الوصول الى حالة من الوحدة، والوقوف بوجه المحتل .
وفي مواقف اخرى تتحدث المرويات الشعبية عن القدر والتقادير التي اودت بحياة الابطال. ونجد الفنان الشعبي يصف حالة العجز، التام التي يقف الناس ازاءها امام الاستشهاد والموت، وبطش الاعداء بالمقاومين. هذه النصوص التي نستشهد بها تعود لثورة 1929، عندما انتهت "الفورة" وانتهت الصدامات في الخليل وصفد واماكن اخرى من الوطن، واستلم الجيش البريطاني زمام المبادرة، واخذ يزج برجال المقاومة في السجون، ويرسل آخرين الى المشانق. يقف الانسان الفلسطيني حزيناً مذهولاً امام الجنازات التي تخرج من سجن عكا ويقول :
من سجن عكا ونزلت جنازه
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يارب جازي
المندوب السامي وربعه عموما
يترسخ في الذهن الشعبي الفلسطيني شعور عميق بأن فلسطين هي الارض المقدسة، التي جُبلت بدم الشهداء الذين حرروها من الحكم الروماني في زمن الفتح الاسلامي. وهي نفس الارض التي حررها الشهداء الابرار، والقادة الغرالميامين من قبضة التتار، وغزوات الصليبيين، وحافظوا على ميزاتها العربية والاسلامية. ويرى المواطن الفلسطيني المعاصر بأن دوره هو ذلك الدور المكمل لدرور من سلفه من القادة الوطنيين والشهداء الابرار الذين طردوا زحوف المحتلين. وتقول المرويات الشعبية بأن تحرير فلسطين واجب يمليه الواجب، والالتزام بالمعتقدات الدينية الجهادية، فضلاً عن انه شرف يقوم به الابطال حماة العرض والارض والدين. وان معركة التحرير هذه تمتزج فيها قيم شتى: قيم الدين، وقيم البطولة، وقيم الشهامة. وتقول المرويات الشعبية ان يوم التحرير هذا آت لا محاله، وسيقاتل فيه المؤمن الكافر. سيكون المؤمن شرقي النهر، ويكون الكافر غربيه. وفي ذلك اليوم، يوم التحرير، سينطق الشجر والحجر. سيقول الحجر : يا مؤمن، هذا كافر فاقتله. اي ان الشجر والحجر ستساعد المجاهدين، فتنطق لتدلهم على مكانه وستحارب معهم الملائكة. وهناك في المرويات الشعبية ما ورد على لسان اناس قالوا بأن الملائكة قد حاربت مع الفدائيين في معركة الكرامة (21آذار 1968). وواضح ان هذه المرويات تستند الى اشارات في الحديث النبوي ونص القران، وان الله، ايضاً سينصر عباده، ويقف معهم، ويعينهم على اعدائهم، عندما يكونون في قمة النقاء والطهارة، والايمان العظيم. وفي النتيجة، فان المرويات الشعبية تشير الى ان المعركة من اجل تحرير الوطن قادمة، ولها وقتها وشروطها، ومواصفات الناس الذين يخوضونها. وفيها يكون النصر للمؤمنين. وان النصر آت لاريب فيه، وينتظر وجود الجيل الذي يؤمن بالله ويضحي من اجل تحرير ارضه المقدسة. ونجد هذه المرويات، وقد تجسدت ايضاً في الغناء الشعبي. هذا بيت من العتابا للشاعر محارب ذيب يقول فيه بأنه لابد من ان يعود وطننا الينا، يقول :
يا ويلي وين الذي بحرر وطنا
يا ذكره بالمُلُك شعشع وطنا
ولابد يرتجع هُوِّ وطنا
ولو نجوم السما بتسكب اطوابْ
لابد من ان نلاحظ بأن المرويات الشعبية تعطي انطباعات مختلفة عن امل الجماهير في التحرير، فهذا الامل يبدو مرتبطاً بارادة الله :
كريم الله على الاوطان بنعود
وهناك تعود وحدتنا غرب
وفي حالات اخرى نجد ان الفنان الشعبي لا يتعلق بأية اوهام، وهو يعرف حق المعرفة ان استعادة الارض المسلوبة لا تأتي بالانتظار والتواكلية، بل بالقوة، وان استعادة الارض تحتاج الى وحدة الناس وتماسكها. وبيدو الفنان الشعبي هنا واضحاً تمام الوضوح، فهو يرى ان الانسان يصنع حدث التحرير ولا ينتظره كمنحة لابد ان تأتي. فنان شعبي من الجليل يتحدث عن مصادرة الاراضي ويقول :
نادى المنادي في الجليل
ارض العروبة للعرب
شاغورنا مالك مثيل
وترابك احلى من الذهب
وبوحدة رجال الشاغور
امر المصادرة انشطب
دايان امرك مستحيل
امر المصادرة انشطب
قد لا يكون امر المصادرة قد شطب، ونحن نعرف ان الآلاف المؤلفة، من الدونمات قد صودرت من ارضنا، وتهودت، وفقدناها الى ان يأتي زمن التحرير، الا ان الفنان الشعبي هنا يتحدث عن حالة من المقاومة والتحدي، من خلالها يمكن ان تتوقف المصادرة، وهي الوصول الى حالة من الوحدة، والوقوف بوجه المحتل .
وفي مواقف اخرى تتحدث المرويات الشعبية عن القدر والتقادير التي اودت بحياة الابطال. ونجد الفنان الشعبي يصف حالة العجز، التام التي يقف الناس ازاءها امام الاستشهاد والموت، وبطش الاعداء بالمقاومين. هذه النصوص التي نستشهد بها تعود لثورة 1929، عندما انتهت "الفورة" وانتهت الصدامات في الخليل وصفد واماكن اخرى من الوطن، واستلم الجيش البريطاني زمام المبادرة، واخذ يزج برجال المقاومة في السجون، ويرسل آخرين الى المشانق. يقف الانسان الفلسطيني حزيناً مذهولاً امام الجنازات التي تخرج من سجن عكا ويقول :
من سجن عكا ونزلت جنازه
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يارب جازي
المندوب السامي وربعه عموما