من الظواهر الملفتة في حياتنا اليومية هو سلوك بعض الافراد في طريقة التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة وتؤكد الدراسات النفسية ان طريقة التعامل هي التي تحدد
سواء السلوك او انحرافه او اضطرابه، لذا فأن مجموعة من القيم والتقاليد السائدة في المجتمع هي التي تنظم السلوك في اي مجتمع، فانه عندما ينحرف السلوك بدرجة عالية عن مستويات تلك القيم والتقاليد فمن المحتمل ان يطلق عليه سلوك "غير سوي"، ويقال ان الافراد غير الاسوياء نفسيا او لديهم انحرافات سلوكية في الشخصية تعتريهم اعاقة معرفية اكثر من الاخرين ويتصرفون اجتماعيا بطريقة غير ملائمة وتضيف الدراسات النفسية المتخصصة، يبدو ان الاشخاص لديهم قدرة اقل في التحكم في انفعالاتهم عن الافراد الاسوياء، وتقول "ليندا.دافيدوف" ان التعريفات النفسية للسلوك غير السوي امر يتوقف على الممارسات الثقافية، من هذه الظواهر هو سلوك السرقة او ما يسمى بهوس السرقة لدى الكبار حصرا، ولن نتناول السرقة عند الاطفال. ويقع هذا السلوك ضمن انحرافات الشخصية ومنها سلوك الغيبة والنميمة وسلوك لعب القمار والانحرافات الجنسية بانواعها منها الافراط الجنسي والجنسية المثلية بانواعها ايضا مثل التلذذ بممارسة الجنس مع الاطفال او اللواط او ان يكون الشخص هو موضوع الجنس حيث يتقبل ان يمارس معه وكانه يأخذ دور الانثى حتى سمي الفرد الذي يرغب بالممارسة معه بانه " جسم رجل في عقل انثى" والعكس من ذلك، كما هو في صورة الانحرافات الممارسة الجنسية بين النساء، وهو ان تمارس المرأة مع انثى وهو ما يسمى "السحاق" او ممارسة الجنس مع الحيوانات وهناك الكثير من الانحرافات في الشخصية، وعادة ما تظهر هذه السلوكيات في نهاية الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة، وتستمر بوضوح شديد في البلوغ والرشد.
انحرافات الشخصية هي سلوكيات غير متجانسة تشمل الجانب العقلي الانفعالي والجانب الوجداني من الشخصية فتؤثر على العاطفة والانتباه والتحكم في النزوات والادراك والتفكير وعلاقة الفرد بالاخرين، فهي نمط شاذ طويل المدى يتصف بالثبات النسبي ولا يقتصر بشدته على المرضى النفسيين والعقليين، وانما يصيب بعض الشخصيات السوية. واثبتت اخيرا الدراسات النفسية الميدانية الى عدم قدرة الفرد على التوافق مع المواقف الشخصية والاجتماعية بصورة سوية وسليمة، وانما يكون التوافق مع المواقف بصورة غير طبيعية وربما شاذة، مما يسبب للفرد انزعاجا قد يؤدي الى خلل في الاداء الوظيفي والاجتماعي. انها اضطرابات التحكم في الدفعة والاندفاع نحو القيام بالفعل، وهي بنفس الوقت تتضمن افعالا متكررة لا يمكن التحكم فيها، وهي قد تؤذي مصالح الفرد القائم بالفعل ومصالح الاخرين، ولكنه يصعب التوقف عنها. وفي حديثنا عن هذا الموضوع سنتناول فيه انحرافات الشخصية المتمثل في " سلوك السرقة او هوس السرقة ". ان هوس السرقة Kleptomania الذي ينتشر لدى بعض البالغين من الرجال والنساء، نلاحظ في مثل هذه الحالة يعجز الفرد مرارا عن مقاومة الاندفاع لسرقة اشياء لا يحتاجها سواء لاستخدامه الشخصي او لاستخدام اسرته او لكسب مالي، بل ربما ان هذه الاشياء التي سرقها يتم التخلص منها او توزيعها او نخزينها او رميها.
يقول د. احمد عكاشة ان المصاب بهوس السرقة يكثر لديه الاحساس المتزايد او التوتر قبل ان يؤتي بالفعل واحساسا بالرضا اثناءه وبعده مباشرة. وعادة تتم السرقة بشكل منفرد دون وجود شريك، وفي بعض الاحيان يعبر الشخص عن قلق ويأس وشعور بالذنب بين نوبات سرقة المحالات او سرقة اشياء من محل عام او ممتلكات الاخرين، ومن المدهش والمستغرب في هذا الامر ان الشخص الذي يقوم بالفعل لا يحول دون تكرار السرقة.
انحرافات الشخصية هي سلوكيات غير متجانسة تشمل الجانب العقلي الانفعالي والجانب الوجداني من الشخصية فتؤثر على العاطفة والانتباه والتحكم في النزوات والادراك والتفكير وعلاقة الفرد بالاخرين، فهي نمط شاذ طويل المدى يتصف بالثبات النسبي ولا يقتصر بشدته على المرضى النفسيين والعقليين، وانما يصيب بعض الشخصيات السوية. واثبتت اخيرا الدراسات النفسية الميدانية الى عدم قدرة الفرد على التوافق مع المواقف الشخصية والاجتماعية بصورة سوية وسليمة، وانما يكون التوافق مع المواقف بصورة غير طبيعية وربما شاذة، مما يسبب للفرد انزعاجا قد يؤدي الى خلل في الاداء الوظيفي والاجتماعي. انها اضطرابات التحكم في الدفعة والاندفاع نحو القيام بالفعل، وهي بنفس الوقت تتضمن افعالا متكررة لا يمكن التحكم فيها، وهي قد تؤذي مصالح الفرد القائم بالفعل ومصالح الاخرين، ولكنه يصعب التوقف عنها. وفي حديثنا عن هذا الموضوع سنتناول فيه انحرافات الشخصية المتمثل في " سلوك السرقة او هوس السرقة ". ان هوس السرقة Kleptomania الذي ينتشر لدى بعض البالغين من الرجال والنساء، نلاحظ في مثل هذه الحالة يعجز الفرد مرارا عن مقاومة الاندفاع لسرقة اشياء لا يحتاجها سواء لاستخدامه الشخصي او لاستخدام اسرته او لكسب مالي، بل ربما ان هذه الاشياء التي سرقها يتم التخلص منها او توزيعها او نخزينها او رميها.
يقول د. احمد عكاشة ان المصاب بهوس السرقة يكثر لديه الاحساس المتزايد او التوتر قبل ان يؤتي بالفعل واحساسا بالرضا اثناءه وبعده مباشرة. وعادة تتم السرقة بشكل منفرد دون وجود شريك، وفي بعض الاحيان يعبر الشخص عن قلق ويأس وشعور بالذنب بين نوبات سرقة المحالات او سرقة اشياء من محل عام او ممتلكات الاخرين، ومن المدهش والمستغرب في هذا الامر ان الشخص الذي يقوم بالفعل لا يحول دون تكرار السرقة.
كيف يتكون سلوك السرقة؟
ترى الدراسات النفسية التحليلية ان الشخص الذي يمارس هذا السلوك ناجم من التدليل الزائد الذي وجده وهو طفلا من والده، تدليلا عظيما اثناء السنوات الاولى من عمره، فكان يلبى له كل طلب، ثم حرمه فجاة مما كان يؤثره به، وفرض عليه اساليب من السلوك صعبت عليه، لذا اتسمت حياته بعد ذلك بسمة ظهرت على غيرها من السمات الاخرى، فكانت تصرفاته كلها تنم عن ثقته في انه يستحق تعويضا، فكانه في ممارسة هذا السلوك"السرقة" لابد ان يكسب من مكاسب فقدها، ومن ثم فهو يتوقع ان يرد اليه ما كان يتمتع به اثناء طفولته فيجاب له كل مطلب وما عليه الا ان يمارس السرقة حتى يشبع ما فقد من عطف او حنان مفقود.
من الجلي ان الفرد الذي يمارس سلوك السرقة وهو كبير يحاول ان يتحدى الواقع ليرجع بسلوكه هذا الى دنيا الطفولة فينفض عن نفسه قواعد التربية المنطقية والواقع الذي يعيشه بكل ما يحمل من صعاب ومعاناة. ان السارق لا يعدو ان يكون طفلا مشاكسا سلطة الوالدين ويتشبث بملذات الطفولة.
يمكننا ان نستنتج كيف تتصف بعض صفات سلوك السرقة وهي :
o الاعتمادية
o الانطوائية
o المازوخية والعدوانية السلبية
ففي "الاعتمادية" لا يريد ان يبذل جهدا او يسلك طريقا صعبا وهو يتعامل بهذا السلوك، كما يتعامل الطفل مع امه فيلجأ اليها عند كل صعوبة.
اما في الانطوائية فبدلا من مواجهة الواقع فانه يلجأ الى اسهل الطرق وابسطها رغم المخاطرة التي يعانيها من هذا السلوك غير الاجتماعي. وفي سلوك المازوخية والعدوانية السلبية فان الشخص يميل الى توجيه العدوان ضد نفسه بدلا من تغيير العادة المؤذية او تغيير العالم الخارجي وذلك بهدف التكيف مع الواقع ولو بشكل خاطئ.
وعلينا ان نميز بين سلوك السرقة المرضي وغير المرضي، ففي الحالة الاولى(سلوك السرقة المرضي) ان المصاب بهوس السرقة هو الذي يكرر سرقة المحلات او الاماكن او "البيوت" الكبيرة ويسبق ذلك الفعل تخطيط دقيق مع دراية بما يفعل ولا يندم على فعلته وهو يعد اضطراب طبي مشخص نفسيا، اما اذا كانت السرقة بدافع الاستمتاع او نتيجة ضعف الذاكرة او لغرض دفع ثمن سلعة او شئ ربما تأخذ طابع التدهور الفكري، وبعض حالات السرقة نشاهدها في بعض الشخصيات المعروفة لدينا والتي نقابلها في حياتنا كل يوم، وهي الشخصيات السيكوباثية التي تتميز بسرقة المسابح او الميداليات التي توضع بها المفاتيح، فحالما يجلس احد الاشخاص بالقرب منك وانت تعرفه حق المعرفة، وفي غفلة تجده يغافلك ويسرق المسبحة التي طلبها منك لغرض المشاهدة او مداعبتها، او يستغلك ويلعب بميدالية المفاتيح الخاصة بك، واذا به يضعها في جيبه دون ان يدري المقابل، هذه الشخصية ليست بحاجة الى هذه المسبحة او الميدالية او القلم " قلم الكتابة " وهو ربما ليس غاليا او ثمين الى الحد الذي يضطر لسرقته، هذا السلوك نلاحظه عند البعض الذي يتميز بثراء او امكانية مالية جيدة وليس بحاجة لما يسرق، ويستطيع شراء العديد من المسابح الغالية ويتمكن من اقتناء اغلى الاقلام او الميداليات الخاصة بالمفاتيح، ولكن دوافع هذا السلوك المنحرف ضغط عليه ليقوم بهذا الفعل.
خلاصة القول يمكن ان تكون الانحرافات في الشخصية تتميز بنمط من عدم التكيف مع الواقع وكذلك عدم القدرة على المرونة التي تتطلبها الحياة في عالمنا المتغير بشكل سريع وهذا ادى الى اختلال في ادراك الواقع والتدهور في قدرة التفكير في الذات وفي البيئة ومتطلباتها لذا سببت مشكلات كثيرة ناجمة عنها، ومشكلات حادة سببت الاعاقة في التكيف لدى الفرد نفسه وسببت له الكثير من الاشكالات وعدم التوافق مع المجتمع.
عن د/ أسعد الامارة