التطرف في المحبة (الدلال) يفسد التربية
الطفل يبحث عن المحبة جنيناً ومن ثم وليداً، والمحبة حاجة نفسية أَساسية
للطفل، وإِذا افتقدها، افتقد معها كل معاني وجوده في الحياة وقد يموت، فلا
حياة بغير محبة...
وأَثر المحبة وخاصة محبة الوالدين على نفسية الطفل وعلى نموه البدني
والعقلي، كأَثر الحرارة والنور على نمو بذور النباتات، فإِذا لم تصل حرارة
المحبة إِلى الأَبناء من الآباء والأمهات ولم يشبعوا منها، فنموهم من كل
النواحي لن يتم بشكل طبيعي...
والطفل بحاجة لمحبة متوازنة، لأَن الإسراف في المحبة، وعدم التحكم
بالعواطف يحدث إرباكاً في سلوك الأولاد، ويضعهم في موقع من لا يعرف كيف
يتصرف بهذه العاطفة الفائضة عن حاجته، وقد تفسد تربيته...
وقد يحدث التطرف في محبة الوالدين إِذا كان لهما طفل وحيد، أَو إِذا رزقا
طفلاً ذكراً بعد وفادة عدة بنات، أَو إذا رزقا طفلاً بعد فاجعة – كما حصل
معك – أو الطفل الأَصغر – آخر العنقود – والطفل المعوق...
يندفع الوالدان أَو أَحدهما لحب طفلهما، لدرجة ينسيان معها محبتهما
كزوجين، وينسيان أَن يراعيا كل القواعد التربوية المطلوب منهما تحقيقها
كأَبوين لتأمين نمو سليم لطفلهما ويغدو همهما محصور في أن تبقى الابتسامة
على شفتي ابنهما، وألا تتبلل عيناه بالدموع ولا يتوتر أو يضطرب من قول:
(لا).. فهما حريصان على إرضائه وعلى تلبية كل طلباته، دون تفكير إن كانت
تلزمه أو لا تلزمه، وإن كانا قادرين على دفع ثمنها، أم أنهما سيؤثرانه على
نفسيهما، وعلى تأخير ضروراتهما...
وزيادة الاهتمام يجعلهما مشدودين دائماً لطفلهما من أن يصيبه مكروه، أو
تعتل صحته، ويتدخلان في كل كبيرة وصغيرة في حياته، ويشفقان عليه حتى من
حمل محفظة كتبه إلى المدرسة، والأحداث والشواهد كثيرة على أمهات يقفن على
أبواب مدارس أولادهن ينتظرن خروجهم لمرافقتهم خوفاً عليهم من أَحداث
الطريق... ولا يسمحن لهم بالخروج من البيت واللعب مع الأقران.. ولا
بمرافقة زملائهم في المدرسة في رحلة مدرسية، إلا إذا سمح لهن بمرافقتهم .
هذه تصرفات تتم تحت عنوان المحبة والحرص، الذي بالتالي يعطل ملكة التفكير
عند الطفل ويسلب منه الثقة بنفسه وروح المبادرة، ويغدو عاجزاً عن التخطيط
لأي موقف يتخذه، فهو ينتظر من والدته أن تفكر عنه أو من والده، وعليه أن
يتلقى الأفكار جاهزة سائغة للهضم مباشرة.. وهذا بالطبع يحرمه من تكوين
شخصية تتمتع بالاستقلالية فهو شخصية اتكالية غير قادرة على مواجهة مطالب
الحياة وليس تحدياتها.. وتسقط مذعنة عند أَول مواجهة...
1- قد يكون الأبوان أو أحدهما عانى من قهر والديه أو أحدهما في صغره، وظلت
هذه رغبة مكبوتة في نفسه التي تنشد الحرية والانطلاق.. فيفرغ رغبته هذه في
ولده فيمنحه حرية مطلقة، اعتقاداً منه أنه سيعطي لابنه الحرية وعدم
المحاسبة اللذين حرم منهما في طفولته، والتدليل هنا نتيجة من نتائج الكبت
عند الأَب...
2- قد يكون أحد الأبوين في بعض الحالات عاطفي المزاج، لا يقوى على التحكم بعواطفه ولا يستطيع ضبط نفسه...
3- قد يحدث هذا نتيجة ردة فعل لمصيبة أو فاجعة بسبب فقدان أحد الأولاد أو
نتيجة الإسقاط المتوالي للأم، أو نتيجة تأخر الحمل عند المرأة..
الطفل يبحث عن المحبة جنيناً ومن ثم وليداً، والمحبة حاجة نفسية أَساسية
للطفل، وإِذا افتقدها، افتقد معها كل معاني وجوده في الحياة وقد يموت، فلا
حياة بغير محبة...
وأَثر المحبة وخاصة محبة الوالدين على نفسية الطفل وعلى نموه البدني
والعقلي، كأَثر الحرارة والنور على نمو بذور النباتات، فإِذا لم تصل حرارة
المحبة إِلى الأَبناء من الآباء والأمهات ولم يشبعوا منها، فنموهم من كل
النواحي لن يتم بشكل طبيعي...
والطفل بحاجة لمحبة متوازنة، لأَن الإسراف في المحبة، وعدم التحكم
بالعواطف يحدث إرباكاً في سلوك الأولاد، ويضعهم في موقع من لا يعرف كيف
يتصرف بهذه العاطفة الفائضة عن حاجته، وقد تفسد تربيته...
وقد يحدث التطرف في محبة الوالدين إِذا كان لهما طفل وحيد، أَو إِذا رزقا
طفلاً ذكراً بعد وفادة عدة بنات، أَو إذا رزقا طفلاً بعد فاجعة – كما حصل
معك – أو الطفل الأَصغر – آخر العنقود – والطفل المعوق...
يندفع الوالدان أَو أَحدهما لحب طفلهما، لدرجة ينسيان معها محبتهما
كزوجين، وينسيان أَن يراعيا كل القواعد التربوية المطلوب منهما تحقيقها
كأَبوين لتأمين نمو سليم لطفلهما ويغدو همهما محصور في أن تبقى الابتسامة
على شفتي ابنهما، وألا تتبلل عيناه بالدموع ولا يتوتر أو يضطرب من قول:
(لا).. فهما حريصان على إرضائه وعلى تلبية كل طلباته، دون تفكير إن كانت
تلزمه أو لا تلزمه، وإن كانا قادرين على دفع ثمنها، أم أنهما سيؤثرانه على
نفسيهما، وعلى تأخير ضروراتهما...
وزيادة الاهتمام يجعلهما مشدودين دائماً لطفلهما من أن يصيبه مكروه، أو
تعتل صحته، ويتدخلان في كل كبيرة وصغيرة في حياته، ويشفقان عليه حتى من
حمل محفظة كتبه إلى المدرسة، والأحداث والشواهد كثيرة على أمهات يقفن على
أبواب مدارس أولادهن ينتظرن خروجهم لمرافقتهم خوفاً عليهم من أَحداث
الطريق... ولا يسمحن لهم بالخروج من البيت واللعب مع الأقران.. ولا
بمرافقة زملائهم في المدرسة في رحلة مدرسية، إلا إذا سمح لهن بمرافقتهم .
هذه تصرفات تتم تحت عنوان المحبة والحرص، الذي بالتالي يعطل ملكة التفكير
عند الطفل ويسلب منه الثقة بنفسه وروح المبادرة، ويغدو عاجزاً عن التخطيط
لأي موقف يتخذه، فهو ينتظر من والدته أن تفكر عنه أو من والده، وعليه أن
يتلقى الأفكار جاهزة سائغة للهضم مباشرة.. وهذا بالطبع يحرمه من تكوين
شخصية تتمتع بالاستقلالية فهو شخصية اتكالية غير قادرة على مواجهة مطالب
الحياة وليس تحدياتها.. وتسقط مذعنة عند أَول مواجهة...
ويفسر بعض العلماء أن سلوك الأبوين هذا يعود للأسباب التالية:
1- قد يكون الأبوان أو أحدهما عانى من قهر والديه أو أحدهما في صغره، وظلت
هذه رغبة مكبوتة في نفسه التي تنشد الحرية والانطلاق.. فيفرغ رغبته هذه في
ولده فيمنحه حرية مطلقة، اعتقاداً منه أنه سيعطي لابنه الحرية وعدم
المحاسبة اللذين حرم منهما في طفولته، والتدليل هنا نتيجة من نتائج الكبت
عند الأَب...
2- قد يكون أحد الأبوين في بعض الحالات عاطفي المزاج، لا يقوى على التحكم بعواطفه ولا يستطيع ضبط نفسه...
3- قد يحدث هذا نتيجة ردة فعل لمصيبة أو فاجعة بسبب فقدان أحد الأولاد أو
نتيجة الإسقاط المتوالي للأم، أو نتيجة تأخر الحمل عند المرأة..