إن الهوة بيننا وبين العالم من حولنا تتسع ، بين التخلف والتقدم .
الصور الحضارية المطروحة فيها الشيء الكثير من الخلط من مفكرين تبنوا مناهج شتي لكل منهم قاعدة فكرية ينطلق منها ويتبناها ، يحاول حمل الناس عليها والعمل بها ، ولكن ما نراه من نتائج هو ازدياد الهوة بين المفكرين وعامة الناس وكأن المطروح من الفكر يزيد الاغتراب بين الكاتب والعامة .
إن أوضاع العالم العربي تزداد سوءا إنها تعيش بحسب تعبير احدهم ( تنامي التخلف ) فلا استطاع هاته الدول أن تفهم وضعها المتردي ولا أن تقطع الخطوات الأولي في طريق النمو الحضاري .
والإنسان في الدول العربية مقهور مقموع تنتهك حقوقه من السلطة ، والمطلوب قولبته في قوالب جاهزة لاهي تبني إنسانا من الداخل ولا هي تترك له المجال ليفجر طاقاته .
وهكذا أصبح التخلف ملازما للوطن العربي احتضنه ولا يفارقه ، ازداد التفكك والانحلال بين أقطار العالم العربي كما ازداد بين أفرادها فانقسمت الدولة إلي دولتين وربما أكثر ، وتنامت القطرية بين الدول نفسها فازداد الافتراق وتعاظمت الشقة فأصبح العالم العربي يتجمع علي شكل محاور هنا وهناك ما أن تلتئم حتى تفترق .
بعض الكيانات القطرية التي ارتبطت بالنضال التحرري من الاستعمار تتحول اقتصاديا وثقافيا وسياسيا إلي ضد وحدة الأمة العربية .
التنمية الاقتصادية القطرية تعمق التجزؤ ثم تقتل التبادل الاقتصادي بين العرب فيما هو في ازدياد ونمو مع العالم الخارجي .
العلاقات السياسية وصت إلي حد من الانحطاط لا يمكن تصديقه ، حتى أصبحت مباراة كرة قدم أمنا قوميا وتناسوا الأخطار الخارجية التي ليست خافية علي احد والتي تتطلب عملا وحدويا منظما لمجابهة خطر يهدد العرب ووجودهم .
باتت الدول العربية تئن تحت وطأة الانقسامات الداخلية طائفية ونعرات انفصالية .
وما من شك أن حرب الخليج عام 1990 /1991 أشارت إلي أن الوضع العربي في نكوص وارتداد وتراجع بل أن الشر المستطير لم يأت علي العرب بعد .
وأستطيع القول أن هزيمة 1967 هي احد العوامل الأساسية التي أطلقت العد العكسي إلي الوراء وتعزيز مسيرة النكوص .
ومع الهزيمة تظهر عوامل أخري :
1 – فشل كل تجارب التحديث العربي لاسيما الثورية منها وما يتولد عن هذا الفشل من إحباط وقنوط جماهيري ، فبدلا من أن تكون حافزا للجماهير أصبحت تسحب الجماهير نحو التراجع والنكوص .
2 – اتفاقية كامب دافيد والتي فرضت نفسها علي العالم العربي ، فبعد خروج مصر من الإجماع العربي عاد العرب الي مصر ولم تعد مصر إلي العرب وأصبحت الاتفاقية نهجا قابل للاقتداء بل وموجبة للاقتداء ، وهي بمثابة توقيع صك الاستسلام أمام المشروع الصهيوني في المنطقة ، وكذلك كل المشاريع الغربية .
وبقول آخر أصبحت كامب دافيد والصفقات المماثلة تلغي مفهوم العدو القومي بالذات وتلغي بإلغائه هاجس تخطي الذات الذي هو لإرادة التحديث والتغيير بمثابة الحافز والدافع .
الطفرة النفطية والتي نقلت مركز القرار إلي دول تبعية للغرب ، وهي ليست صانعة قرار وليس لها دور في دفع سيرورة التحديث بالاعتماد علي الثروة النفطية ، وان كان فهو تحديث مسدود الأفق ، فهو مجرد تحديث تقني استهلاكي استيرادي ، وهي لا تراكم الخبرات بقدر ما هي تستهلكها .
وهي تستجلب مظاهر الحداثة الباذخة وتقوم بصنعها ثم لا توظفها توظيفا بنيويا وتأسيسيا .
بل وأحيانا تستخدم لشراء الأقلام والضمائر والقادة السياسيين لتسويق سياساتها التي غلفت بغلاف من الخارج .
إذن لم تستخدم عوائد النفط لمصلحة البلاد بقدر ما استخدمت للترف والرفاهية دون النظر إلي مصلحة البلاد والشعب .
وقد عكست هذه الأسباب والتي تظهر الوضع سوداوي قاتم علي صعد مختلفة .
علي الصعيد الاقتصادي :
صناعة مفلسة لا تطور فيها ولا جودة ومشاريع زراعية وصناعية لا يحكمها تخطيط أو إعمال عقل او الاستفادة من العقول العربية .
وكذلك هي الديون الخارجية في تزايد وتراكم تثقل كاهل المواطن العربي .
علي الصعيد التعليمي :
تدهور تعليمي كما ونوعا ففي التصنيف الأخير لأفضل 500 جامعة لم تحتل إلا احدي الجامعات السعودية احد المراتب الأخيرة .
لا يصرف علي البحث العلمي إلا النزر اليسير مما لا يدفع به إلي الأمام خطوة واحدة ، وان ما تنفقه جامعة أوربية متقدمة علي البحث العلمي أكثر مما ينفقه العالم العربي مجتمعا علي هذا الجانب .
والتعليم عندنا في جميع مراحله لا يخرج أكاديميا يستطيع أن يفكر ويستنتج المعلومة ثم يوظفها لمصلحته ومصلحة المجتمع .
كما ان خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا يصطفون علي قائمة العاطلين عن العمل أسوة بغيرهم ممن سبقهم .
علي الصعيد الثقافي :
رقابة سياسية علي الفكر وتقييد حريته ، العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة تصادم .
أجهزة الإعلام الحكومية فاقدة للمصداقية والعطاء ، هي في الأصل بوقا للسلطة ورموزها ، وفضائيات تنشر الرذيلة الفكرية وأشياء أخري تحت مسمي الفن .
علي صعيد القانون والدولة :
الدولة منفصلة عن المجتمع متعالية عليه رموزها فوق القانون ، الدولة تسود المجتمع ولا تخدمه ، السلطة تسخر الدولة لمصلحتها الشخصية وتتخذها لأغراضها وتمارس العدوان عليها بدلا من أن تكون حاميتها .
وكذلك هي الحال علي كل الصعد الاخري الصحي والحضري والاجتماعي .
ما هو دور المثقفين والمفكرين العرب ؟ ما هو الدور الذي يجب ان نطلع به ؟ ما هو الحل برأيكم
الصور الحضارية المطروحة فيها الشيء الكثير من الخلط من مفكرين تبنوا مناهج شتي لكل منهم قاعدة فكرية ينطلق منها ويتبناها ، يحاول حمل الناس عليها والعمل بها ، ولكن ما نراه من نتائج هو ازدياد الهوة بين المفكرين وعامة الناس وكأن المطروح من الفكر يزيد الاغتراب بين الكاتب والعامة .
إن أوضاع العالم العربي تزداد سوءا إنها تعيش بحسب تعبير احدهم ( تنامي التخلف ) فلا استطاع هاته الدول أن تفهم وضعها المتردي ولا أن تقطع الخطوات الأولي في طريق النمو الحضاري .
والإنسان في الدول العربية مقهور مقموع تنتهك حقوقه من السلطة ، والمطلوب قولبته في قوالب جاهزة لاهي تبني إنسانا من الداخل ولا هي تترك له المجال ليفجر طاقاته .
وهكذا أصبح التخلف ملازما للوطن العربي احتضنه ولا يفارقه ، ازداد التفكك والانحلال بين أقطار العالم العربي كما ازداد بين أفرادها فانقسمت الدولة إلي دولتين وربما أكثر ، وتنامت القطرية بين الدول نفسها فازداد الافتراق وتعاظمت الشقة فأصبح العالم العربي يتجمع علي شكل محاور هنا وهناك ما أن تلتئم حتى تفترق .
بعض الكيانات القطرية التي ارتبطت بالنضال التحرري من الاستعمار تتحول اقتصاديا وثقافيا وسياسيا إلي ضد وحدة الأمة العربية .
التنمية الاقتصادية القطرية تعمق التجزؤ ثم تقتل التبادل الاقتصادي بين العرب فيما هو في ازدياد ونمو مع العالم الخارجي .
العلاقات السياسية وصت إلي حد من الانحطاط لا يمكن تصديقه ، حتى أصبحت مباراة كرة قدم أمنا قوميا وتناسوا الأخطار الخارجية التي ليست خافية علي احد والتي تتطلب عملا وحدويا منظما لمجابهة خطر يهدد العرب ووجودهم .
باتت الدول العربية تئن تحت وطأة الانقسامات الداخلية طائفية ونعرات انفصالية .
وما من شك أن حرب الخليج عام 1990 /1991 أشارت إلي أن الوضع العربي في نكوص وارتداد وتراجع بل أن الشر المستطير لم يأت علي العرب بعد .
وأستطيع القول أن هزيمة 1967 هي احد العوامل الأساسية التي أطلقت العد العكسي إلي الوراء وتعزيز مسيرة النكوص .
ومع الهزيمة تظهر عوامل أخري :
1 – فشل كل تجارب التحديث العربي لاسيما الثورية منها وما يتولد عن هذا الفشل من إحباط وقنوط جماهيري ، فبدلا من أن تكون حافزا للجماهير أصبحت تسحب الجماهير نحو التراجع والنكوص .
2 – اتفاقية كامب دافيد والتي فرضت نفسها علي العالم العربي ، فبعد خروج مصر من الإجماع العربي عاد العرب الي مصر ولم تعد مصر إلي العرب وأصبحت الاتفاقية نهجا قابل للاقتداء بل وموجبة للاقتداء ، وهي بمثابة توقيع صك الاستسلام أمام المشروع الصهيوني في المنطقة ، وكذلك كل المشاريع الغربية .
وبقول آخر أصبحت كامب دافيد والصفقات المماثلة تلغي مفهوم العدو القومي بالذات وتلغي بإلغائه هاجس تخطي الذات الذي هو لإرادة التحديث والتغيير بمثابة الحافز والدافع .
الطفرة النفطية والتي نقلت مركز القرار إلي دول تبعية للغرب ، وهي ليست صانعة قرار وليس لها دور في دفع سيرورة التحديث بالاعتماد علي الثروة النفطية ، وان كان فهو تحديث مسدود الأفق ، فهو مجرد تحديث تقني استهلاكي استيرادي ، وهي لا تراكم الخبرات بقدر ما هي تستهلكها .
وهي تستجلب مظاهر الحداثة الباذخة وتقوم بصنعها ثم لا توظفها توظيفا بنيويا وتأسيسيا .
بل وأحيانا تستخدم لشراء الأقلام والضمائر والقادة السياسيين لتسويق سياساتها التي غلفت بغلاف من الخارج .
إذن لم تستخدم عوائد النفط لمصلحة البلاد بقدر ما استخدمت للترف والرفاهية دون النظر إلي مصلحة البلاد والشعب .
وقد عكست هذه الأسباب والتي تظهر الوضع سوداوي قاتم علي صعد مختلفة .
علي الصعيد الاقتصادي :
صناعة مفلسة لا تطور فيها ولا جودة ومشاريع زراعية وصناعية لا يحكمها تخطيط أو إعمال عقل او الاستفادة من العقول العربية .
وكذلك هي الديون الخارجية في تزايد وتراكم تثقل كاهل المواطن العربي .
علي الصعيد التعليمي :
تدهور تعليمي كما ونوعا ففي التصنيف الأخير لأفضل 500 جامعة لم تحتل إلا احدي الجامعات السعودية احد المراتب الأخيرة .
لا يصرف علي البحث العلمي إلا النزر اليسير مما لا يدفع به إلي الأمام خطوة واحدة ، وان ما تنفقه جامعة أوربية متقدمة علي البحث العلمي أكثر مما ينفقه العالم العربي مجتمعا علي هذا الجانب .
والتعليم عندنا في جميع مراحله لا يخرج أكاديميا يستطيع أن يفكر ويستنتج المعلومة ثم يوظفها لمصلحته ومصلحة المجتمع .
كما ان خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا يصطفون علي قائمة العاطلين عن العمل أسوة بغيرهم ممن سبقهم .
علي الصعيد الثقافي :
رقابة سياسية علي الفكر وتقييد حريته ، العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة تصادم .
أجهزة الإعلام الحكومية فاقدة للمصداقية والعطاء ، هي في الأصل بوقا للسلطة ورموزها ، وفضائيات تنشر الرذيلة الفكرية وأشياء أخري تحت مسمي الفن .
علي صعيد القانون والدولة :
الدولة منفصلة عن المجتمع متعالية عليه رموزها فوق القانون ، الدولة تسود المجتمع ولا تخدمه ، السلطة تسخر الدولة لمصلحتها الشخصية وتتخذها لأغراضها وتمارس العدوان عليها بدلا من أن تكون حاميتها .
وكذلك هي الحال علي كل الصعد الاخري الصحي والحضري والاجتماعي .
ما هو دور المثقفين والمفكرين العرب ؟ ما هو الدور الذي يجب ان نطلع به ؟ ما هو الحل برأيكم