بعض أساليب الوقاية من الإعاقة
يعد موضوع الوقاية من الإعاقة أكثر الموضوعات إثارة للجدل والنزاع بين الأوساط التربوية والكلنيكية أو لهؤلاء العاملين بالهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الحد من حالات الإعاقة،
وخاصة أن معظم الأشخاص الأصحاء غير المعوقين لا يهتمون كثيرا بأمور الإعاقة ولا يحاولون الوقاية منها، وكثيرا من الناس يعتقدون أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن تحدث لهم حتى تحدث فعلا.
كما نلاحظ إن الأشخاص الأكثر اهتماما بالإعاقة في العادة هم المعوقون أنفسهم وعائلاتهم، وبناء على هذا يمكن لهؤلاء أن يصبحوا روادا يعلمون المجتمع أساليب الوقاية منها أو أساليب نشر الوعي الاجتماعي للوقاية منه..
تقسم هذه الدراسة الوقاية من الإعاقة إلى ثلاث مراحل:
الوقاية من الإصابة
الوقاية بعد الإصابة (الوقاية من العجز)
الوقاية بعد حدوث الإعاقة أي من الآثار المترتبة عليها.
على الرغم من الازدهار العلمي والبحثي الذي شهده مجال الإعاقة، إلا أن هذا المفهوم لم يحظ باهتمام الباحثين من منظور إسلامي, لكن المشكلة كيف يتسنى لنا أن نبني أساليب وقائية من الإعاقة من منظور إسلامي في نفوس الناس بطرق تفكير ووسائل إعلام إسلامية.
إن معظم الدراسات سواء على المستوى العالمي أو على المستوى المحلي أكدت على الوقاية من الإعاقة بمختلف مستوياتها، وقد تكون الدولة ذاتها هي التي تنظم برامج الحد من حالات الإعاقة، غير أن الحل الذي يقدمه هؤلاء يقتصر على التحذير من خطر الإعاقة ولا يفرض عقوبة خاصة على المخالفين, أما الإسلام فيضع مختلف الوسائل لعلاجها والحد من الآثار المترتبة عليها، فهو لا يترك الإنسان للإهمال والضياع " فمبادئه أساسية ملزمة تدخل في صلب شريعته، وتعد من أركانه، وأن هذا المنهج الإسلامي أجل من أن يحصى, لكل هذه الأسباب فإن الباحث الحالي يأمل من وراء هذه الدراسة أن يجد فيها المسئولين في مختلف قطاعات المجتمع ما يفيد في الارتقاء بمستوى تلك البرامج بحيث تتجاوز اهتمامات حقل التربية الخاصة لتشمل مختلف قطاعات المجتمع، بحيث تتيح للجميع المشاركة والتعاون والتكامل.
الوقاية من الإصابة:
حرم الإسلام إلحاق الضرر بحياة الإنسان والكائنات الأخرى التي قصد الشارع حمايتها ودفع الضرر عنها، لأن هذا النوع من الإفساد يؤدي إلى الإصابة أو العجز أو الإعاقة قال تعالى: " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.
فالفساد مثل النار التي تحرق كل ما عرض لها من ثمين وتافه، وعانى الإنسان في العصر الحاضر من هذه المشكلة كثيرا ككثرة المخلفات الصناعية التي حارت الدول الصناعية في كيفية التخلص منها، فإما أن تلقيها في المياه الإقليمية أو غير الإقليمية، ودفن المخلفات الخطيرة في مواقع في أراضي الدول الفقيرة أو النامية، عمل لا يتفق مع دين أو قانون أو عقل، ونموذج من نماذج الفساد يحرمه الإسلام، لإلحاق الضرر بحياة الإنسان.
إضافة إلى التلوث بسبب زيادة مياه الصرف الصحي التي تصرف عند بعض الدول في الأنهار والبحيرات، وتسرب البترول ومشتقاته السائلة من البواخر والناقلات العملاقة إلى البحار والمحيطات الذي غطى مساحات كبيرة منها وغيرها من الملوثات.
تعتمد كثير من الإجراءات الوقائية المحددة على زيادة الوعي والمشاركة في حياة المجتمع، واعتماد طرق جديدة في النظر إلى الأمور، وهي إجراءات لا تحصل من تلقاء نفسها بل تحتاج إلى عملية تعلم وتنظيم وإلى عمل دءوب على رأسه أولئك المعنيون بهذه الهموم أكثر من غيرهم.
الوقاية من الإعاقة هي ثمرة جهود يشارك فيها كل من الفرد والأسرة والمجتمع وتفرض اتخاذ تدابير عديدة تشمل:
أولا: الأسرة:
تدابير قبل الزواج:
إن العوامل الو راثية تحدد قدرا كبيرا من العمليات النمائية للجنين وللطفل الرضيع قبل الولادة.
ويقصد بالعوامل الو راثية التي تنتقل عن طريق الجينات، حيث غالبا ما يشبه الطفل الوليد أبويه في بعض الصفات التي تنتقل بالوراثة, وقد توجد هذه الجينات بصفة ناقلة لدى الأب وناقلة لدى الأم، وقد يختلف الطفل الوليد عن أبويه في بعض تلك الصفات، وتجدر الإشارة إلى أن التقاء جين ما يحمل صفة ما في الأم مع مثيله في الأب يخضع لعامل الصدفة، كما يؤدي إصابة الأم الحامل بمرض إلى حالات مختلفة من الإعاقة، كالإعاقة البصرية أو التخلف العقلي وغير ذلك من أنواع الإعاقات، إذ يؤدي فيروس هذا المرض على تلف في الجهاز العصبي المركزي للجنين. والإسلام يرغب في الوقاية من الجريمة قبل وقوعها، فيوجه إلى اختيار الزوجين الصالحين قبل أن تبدو بوادر الاعوجاج أو الإعاقة عن سواء السبيل، لهذا أرشدهم إلى القيام بمسئولياتهم تجاه فلذات أكبادهم بدءا من هذه المرحلة المبكرة، وهي مرحلة ما قبل الإنجاب، وذلك بتهيئة المحضن الطيب للمولود قبل أن يخلق.
ولا شك أن نشر الوعي الديني الصحي كفيل بأن يردع الناس عن إتباع كل ما من شأنه تعريض صحتهم للخطر.
فالاستشارات الدينية والصحية والفحوص المخبرية مثل الفحص قبل الزواج يمكن أن يمنع الأمراض الو راثية الخطيرة والأمراض المعدية مثل الإيدز والإعاقة الجسدية والحسية للأزواج والأطفال.
تدابير بعد الزواج:
إن كثيرا من أسباب الإعاقة يمكن الوقاية منها خاصة أمراض الحمل مثل الحصبة الألمانية وإصابة الأم بالأمراض المعدية وإصابة الوليد المبتسر بالأكسجين بنسبة عالية، وكذلك ضرورة وقاية الأطفال من إصابات العيون وعلاج أمراض العيون الخطيرة والوقاية من أمراض سوء التغذية.
إن تصميم أي خطة وقائية من الإعاقة يتعلق بالسلوك الغذائي المناسب للأم ولجنينها ولرضيعها، وتوفير المعلومات اللازمة أو الكافية حول الإرشاد الغذائي، والأسرة هنا تتولى مسئولياتها تجاه أبنائها، ويجب خلال هذه الفترة من حياة المرأة مراجعة الطبيب الأخصائي وخاصة إذا لاحظت المرأة خلال فترة الحمل أي أعراض لتشخيص الحالة وتقديم العلاج في الوقت المناسب.
تجنب حوادث السقوط أيضا:
من الأشياء اللافتة للنظر في الحوادث المنزلية مسألة سقوط الأطفال من الأماكن المرتفعة وللوقاية من هذه الحوادث يمكن مراعاة الآتي:-
- عدم ترك الطاولات أو المقاعد بالقرب من النوافذ أو الشرفات.
- عدم ترك مواد سائلة ولزجة على أرضيات المنازل.
- وضع حواجز وموانع مناسبة على النوافذ.
- وضع حواجز للأماكن التي يخشى من صعود الطفل إليها.
- اختيار النوعية الخشنة من سيراميك الأرضيات.
- عدم ترك الأطفال بمفردهم في الأماكن المرتفعة
الوقاية المنزلية: كالحماية من خطر مواد التنظيف والمستحضرات الكيماوية وتوفير صيدلية منزلية للاحتفاظ بالدواء بعيدا عن متناول الأطفال والاحتفاظ بالواد والتجهيزات للإسعافات الأولية.
عدم إهمال والعبث باسطوانات الغاز وإبعاد المواد السامة وعدم ترك الأطفال يعبثون بالأدوات الحادة وتعويدهم على اللعب المنظم وكيفية التعامل مع الأجهزة الكهربائية.
الاهتمام بالغذاء: قال تعالى:
"كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده، ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" الأنعام( آية141) أي لا تسرفوا في الأكل فإنه ضار.
وهناك إجراءات وقائية للحد من الإصابة من الأمراض ومنها الوقاية من الإصابة بأمراض مثل:
1- التخلص من العادات الغذائية السيئة، وعلى رأس هذه العادات التدخين وأثبتت الدراسات أن اجتماع داء السكري والتدخين على جسم الإنسان يرفع وبشكل ملحوظ معدلات الإصابة بأمراض الشرايين وخصوصا أمراض القلب الوعائية، وللتدخين دور بارز في حدوث إعتلالات الشرايين الدقيقة.
2- الوقاية من الإصابة بأمراض القلب الوعائية ممكنة وتعتمد اعتمادا كليا على مدى وعي أفراد المجتمع بالغذاء الصحي الذي يحتوي على نسبة دهون منخفضة وخاصة الحيوانية منها
المنتجات الغذائية منها:
الأملاح:
أثبتت الأبحاث أن تناول نسبة معينة من أملاح الزنك في الغذاء تساعد على الحماية من بعض الأمراض التي تؤدي إلى العمى لدى المسنين، كما أن تناول فيتامين (هـ، س) يساعد على منع حدوث المياه البيضاء التي تصيب عدسة العين مع التقدم في العمر.
البهارات والتوابل:
مثل الفلفل الأسود والشطة والزنجبيل هذه لا تعد من الأغذية ويستغنى عنها في غذاء المرضى والناقهين وخاصة أمراض الكلى والالتهابات الأخرى. والوقاية من البدانة باستخدام الأغذية النباتية والابتعاد عن التدخين والمشروب وكل ما يضر بصحة الإنسان.
ونشر التوعية عن طريق وسائل الإعلام كالتلفزيون والصحف والبرامج وزيارة المستشفيات والمراكز الصحية لعرض الأساليب الوقائية من الإعاقة.والتحذير من خطر الإيدز.
الوقاية من الإعاقة في المستوى الثاني:
يمكن الحد من تطور حالات العجز إلى الإعاقة بالاكتشاف المبكر، فمثلا الاكتشاف المبكر لحالات الضعف البصري وأمراض العيون ومعالجتها الفاعلة في وقت مبكر تمنع تفاقم المشكلات.
الرياضة: من خلال التمارين الرياضية يمكن تحسين الوضع الصحي واللياقة البدنية والمظهر العام،والقيام بالنشاط الجسماني يساعد على خفض الضغط الدموي كما ان الرياضة المنتظمة تعتبر من العناصر المساعدة للوقاية من الإصابة بترقق العظام حيث إنها تزيد من الكتلة العظمية خلال سنوات الطفولة والشباب.
الوقاية من الإعاقة في المستوى الثالث :
البدء بتدريب الأطفال المعوقين المهارات الحياتية اليومية مبكرا والهدف من هذا التدريب هو تطوير قدرة الطفل على الاعتماد على النفس قدر المستطاع والقيام بذلك بأسلوب اجتماعي مقبول، فالطفل المعاق بحاجة لأن يتعلم كيف يأكل ويلبس وينظف نفسه وما إلى ذلك،
استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء:
استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء، وخاصة الضعفاء من المعوقين والتحذير من إيذاء الضعفاء واكتساب الفضائل الخلقية
إن إصابة الطفل بالإعاقة تفرض على الوالدين خاصة مسئوليات جسيمه قد تثقل كاهلهم في أول الأمر ولكن بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره سوف تطمئن قلوب الوالدين وجميع أفراد الأسرة وأهم قواعد هذه الرعاية.
اللعب مع الأطفال: حيث يحتاج الطفل الكفيف أو المعاق كالطفل السليم إلى الألعاب التي تناسب عمره والتي تنمي فيه ملكة التفكير والتعليم والإبداع.
التوصيات
يؤمل أن تأخذ في الاعتبار التوصيات الآتية:-
1- تشجيع ودعم المدارس لتنظيم المعارض التي تتناول موضوع الوقاية من الإعاقة.
2- تشجيع الدعاة لتناول مثل هذا الموضوع داخل المساجد أثناء المحاضرات أو خطب يوم الجمعة.
3- تشجيع الحملات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية ضد التدخين والإدمان.
4- تكثيف حملات النظافة العامة بالتخلص من جمع النفايات في صناديق القمامة.
5- تنظيف أسطح الوحدات السكنية لتخلص من الحشرات.
6- المراقبة المستمرة لعمال النظافة والمطابخ كطريقة وقائية.
7- كتابة العبارات الإرشادية المدعمة بالصور على أغلفة الكتب الدراسية ودفاتر الطلاب كأسلوب من الأساليب الوقائية للحد من الإعاقة.
8- تخصيص شبكة متخصصة على الإنترنت تتناول موضوع الوقاية من الإعاقة.
9- نوصي بأهمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة العاملة في مجال الصناعة لتباع الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من الإصابة.
10- نوصي الباحثين أن يولوا موضوع الوقاية من الإعاقة اهتماما بقدر ما للحاجة الماسة إلى إثراء البحث العلمي في هذا المجال.
ملخص لدراسة من إعداد الدكتور / محمد حامد امبابي مراد:
أستاذ التربية الخاصة المساعد قسم التربية الخاصة –كلية التربية – جامعة الملك سعود
الرياض- مقدم إلى ندوة تطوير الأداء في مجال الوقاية من الإعاقة.
--------------------------------------------------------------------------------
رجاء حيدر: عضو مجلس إدارة مركز دراسات وأبحاث المعوقين-
www.caihand.com
يعد موضوع الوقاية من الإعاقة أكثر الموضوعات إثارة للجدل والنزاع بين الأوساط التربوية والكلنيكية أو لهؤلاء العاملين بالهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الحد من حالات الإعاقة،
وخاصة أن معظم الأشخاص الأصحاء غير المعوقين لا يهتمون كثيرا بأمور الإعاقة ولا يحاولون الوقاية منها، وكثيرا من الناس يعتقدون أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن تحدث لهم حتى تحدث فعلا.
كما نلاحظ إن الأشخاص الأكثر اهتماما بالإعاقة في العادة هم المعوقون أنفسهم وعائلاتهم، وبناء على هذا يمكن لهؤلاء أن يصبحوا روادا يعلمون المجتمع أساليب الوقاية منها أو أساليب نشر الوعي الاجتماعي للوقاية منه..
تقسم هذه الدراسة الوقاية من الإعاقة إلى ثلاث مراحل:
الوقاية من الإصابة
الوقاية بعد الإصابة (الوقاية من العجز)
الوقاية بعد حدوث الإعاقة أي من الآثار المترتبة عليها.
على الرغم من الازدهار العلمي والبحثي الذي شهده مجال الإعاقة، إلا أن هذا المفهوم لم يحظ باهتمام الباحثين من منظور إسلامي, لكن المشكلة كيف يتسنى لنا أن نبني أساليب وقائية من الإعاقة من منظور إسلامي في نفوس الناس بطرق تفكير ووسائل إعلام إسلامية.
إن معظم الدراسات سواء على المستوى العالمي أو على المستوى المحلي أكدت على الوقاية من الإعاقة بمختلف مستوياتها، وقد تكون الدولة ذاتها هي التي تنظم برامج الحد من حالات الإعاقة، غير أن الحل الذي يقدمه هؤلاء يقتصر على التحذير من خطر الإعاقة ولا يفرض عقوبة خاصة على المخالفين, أما الإسلام فيضع مختلف الوسائل لعلاجها والحد من الآثار المترتبة عليها، فهو لا يترك الإنسان للإهمال والضياع " فمبادئه أساسية ملزمة تدخل في صلب شريعته، وتعد من أركانه، وأن هذا المنهج الإسلامي أجل من أن يحصى, لكل هذه الأسباب فإن الباحث الحالي يأمل من وراء هذه الدراسة أن يجد فيها المسئولين في مختلف قطاعات المجتمع ما يفيد في الارتقاء بمستوى تلك البرامج بحيث تتجاوز اهتمامات حقل التربية الخاصة لتشمل مختلف قطاعات المجتمع، بحيث تتيح للجميع المشاركة والتعاون والتكامل.
الوقاية من الإصابة:
حرم الإسلام إلحاق الضرر بحياة الإنسان والكائنات الأخرى التي قصد الشارع حمايتها ودفع الضرر عنها، لأن هذا النوع من الإفساد يؤدي إلى الإصابة أو العجز أو الإعاقة قال تعالى: " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.
فالفساد مثل النار التي تحرق كل ما عرض لها من ثمين وتافه، وعانى الإنسان في العصر الحاضر من هذه المشكلة كثيرا ككثرة المخلفات الصناعية التي حارت الدول الصناعية في كيفية التخلص منها، فإما أن تلقيها في المياه الإقليمية أو غير الإقليمية، ودفن المخلفات الخطيرة في مواقع في أراضي الدول الفقيرة أو النامية، عمل لا يتفق مع دين أو قانون أو عقل، ونموذج من نماذج الفساد يحرمه الإسلام، لإلحاق الضرر بحياة الإنسان.
إضافة إلى التلوث بسبب زيادة مياه الصرف الصحي التي تصرف عند بعض الدول في الأنهار والبحيرات، وتسرب البترول ومشتقاته السائلة من البواخر والناقلات العملاقة إلى البحار والمحيطات الذي غطى مساحات كبيرة منها وغيرها من الملوثات.
تعتمد كثير من الإجراءات الوقائية المحددة على زيادة الوعي والمشاركة في حياة المجتمع، واعتماد طرق جديدة في النظر إلى الأمور، وهي إجراءات لا تحصل من تلقاء نفسها بل تحتاج إلى عملية تعلم وتنظيم وإلى عمل دءوب على رأسه أولئك المعنيون بهذه الهموم أكثر من غيرهم.
الوقاية من الإعاقة هي ثمرة جهود يشارك فيها كل من الفرد والأسرة والمجتمع وتفرض اتخاذ تدابير عديدة تشمل:
أولا: الأسرة:
تدابير قبل الزواج:
إن العوامل الو راثية تحدد قدرا كبيرا من العمليات النمائية للجنين وللطفل الرضيع قبل الولادة.
ويقصد بالعوامل الو راثية التي تنتقل عن طريق الجينات، حيث غالبا ما يشبه الطفل الوليد أبويه في بعض الصفات التي تنتقل بالوراثة, وقد توجد هذه الجينات بصفة ناقلة لدى الأب وناقلة لدى الأم، وقد يختلف الطفل الوليد عن أبويه في بعض تلك الصفات، وتجدر الإشارة إلى أن التقاء جين ما يحمل صفة ما في الأم مع مثيله في الأب يخضع لعامل الصدفة، كما يؤدي إصابة الأم الحامل بمرض إلى حالات مختلفة من الإعاقة، كالإعاقة البصرية أو التخلف العقلي وغير ذلك من أنواع الإعاقات، إذ يؤدي فيروس هذا المرض على تلف في الجهاز العصبي المركزي للجنين. والإسلام يرغب في الوقاية من الجريمة قبل وقوعها، فيوجه إلى اختيار الزوجين الصالحين قبل أن تبدو بوادر الاعوجاج أو الإعاقة عن سواء السبيل، لهذا أرشدهم إلى القيام بمسئولياتهم تجاه فلذات أكبادهم بدءا من هذه المرحلة المبكرة، وهي مرحلة ما قبل الإنجاب، وذلك بتهيئة المحضن الطيب للمولود قبل أن يخلق.
ولا شك أن نشر الوعي الديني الصحي كفيل بأن يردع الناس عن إتباع كل ما من شأنه تعريض صحتهم للخطر.
فالاستشارات الدينية والصحية والفحوص المخبرية مثل الفحص قبل الزواج يمكن أن يمنع الأمراض الو راثية الخطيرة والأمراض المعدية مثل الإيدز والإعاقة الجسدية والحسية للأزواج والأطفال.
تدابير بعد الزواج:
إن كثيرا من أسباب الإعاقة يمكن الوقاية منها خاصة أمراض الحمل مثل الحصبة الألمانية وإصابة الأم بالأمراض المعدية وإصابة الوليد المبتسر بالأكسجين بنسبة عالية، وكذلك ضرورة وقاية الأطفال من إصابات العيون وعلاج أمراض العيون الخطيرة والوقاية من أمراض سوء التغذية.
إن تصميم أي خطة وقائية من الإعاقة يتعلق بالسلوك الغذائي المناسب للأم ولجنينها ولرضيعها، وتوفير المعلومات اللازمة أو الكافية حول الإرشاد الغذائي، والأسرة هنا تتولى مسئولياتها تجاه أبنائها، ويجب خلال هذه الفترة من حياة المرأة مراجعة الطبيب الأخصائي وخاصة إذا لاحظت المرأة خلال فترة الحمل أي أعراض لتشخيص الحالة وتقديم العلاج في الوقت المناسب.
تجنب حوادث السقوط أيضا:
من الأشياء اللافتة للنظر في الحوادث المنزلية مسألة سقوط الأطفال من الأماكن المرتفعة وللوقاية من هذه الحوادث يمكن مراعاة الآتي:-
- عدم ترك الطاولات أو المقاعد بالقرب من النوافذ أو الشرفات.
- عدم ترك مواد سائلة ولزجة على أرضيات المنازل.
- وضع حواجز وموانع مناسبة على النوافذ.
- وضع حواجز للأماكن التي يخشى من صعود الطفل إليها.
- اختيار النوعية الخشنة من سيراميك الأرضيات.
- عدم ترك الأطفال بمفردهم في الأماكن المرتفعة
الوقاية المنزلية: كالحماية من خطر مواد التنظيف والمستحضرات الكيماوية وتوفير صيدلية منزلية للاحتفاظ بالدواء بعيدا عن متناول الأطفال والاحتفاظ بالواد والتجهيزات للإسعافات الأولية.
عدم إهمال والعبث باسطوانات الغاز وإبعاد المواد السامة وعدم ترك الأطفال يعبثون بالأدوات الحادة وتعويدهم على اللعب المنظم وكيفية التعامل مع الأجهزة الكهربائية.
الاهتمام بالغذاء: قال تعالى:
"كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده، ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" الأنعام( آية141) أي لا تسرفوا في الأكل فإنه ضار.
وهناك إجراءات وقائية للحد من الإصابة من الأمراض ومنها الوقاية من الإصابة بأمراض مثل:
1- التخلص من العادات الغذائية السيئة، وعلى رأس هذه العادات التدخين وأثبتت الدراسات أن اجتماع داء السكري والتدخين على جسم الإنسان يرفع وبشكل ملحوظ معدلات الإصابة بأمراض الشرايين وخصوصا أمراض القلب الوعائية، وللتدخين دور بارز في حدوث إعتلالات الشرايين الدقيقة.
2- الوقاية من الإصابة بأمراض القلب الوعائية ممكنة وتعتمد اعتمادا كليا على مدى وعي أفراد المجتمع بالغذاء الصحي الذي يحتوي على نسبة دهون منخفضة وخاصة الحيوانية منها
المنتجات الغذائية منها:
الأملاح:
أثبتت الأبحاث أن تناول نسبة معينة من أملاح الزنك في الغذاء تساعد على الحماية من بعض الأمراض التي تؤدي إلى العمى لدى المسنين، كما أن تناول فيتامين (هـ، س) يساعد على منع حدوث المياه البيضاء التي تصيب عدسة العين مع التقدم في العمر.
البهارات والتوابل:
مثل الفلفل الأسود والشطة والزنجبيل هذه لا تعد من الأغذية ويستغنى عنها في غذاء المرضى والناقهين وخاصة أمراض الكلى والالتهابات الأخرى. والوقاية من البدانة باستخدام الأغذية النباتية والابتعاد عن التدخين والمشروب وكل ما يضر بصحة الإنسان.
ونشر التوعية عن طريق وسائل الإعلام كالتلفزيون والصحف والبرامج وزيارة المستشفيات والمراكز الصحية لعرض الأساليب الوقائية من الإعاقة.والتحذير من خطر الإيدز.
الوقاية من الإعاقة في المستوى الثاني:
يمكن الحد من تطور حالات العجز إلى الإعاقة بالاكتشاف المبكر، فمثلا الاكتشاف المبكر لحالات الضعف البصري وأمراض العيون ومعالجتها الفاعلة في وقت مبكر تمنع تفاقم المشكلات.
الرياضة: من خلال التمارين الرياضية يمكن تحسين الوضع الصحي واللياقة البدنية والمظهر العام،والقيام بالنشاط الجسماني يساعد على خفض الضغط الدموي كما ان الرياضة المنتظمة تعتبر من العناصر المساعدة للوقاية من الإصابة بترقق العظام حيث إنها تزيد من الكتلة العظمية خلال سنوات الطفولة والشباب.
الوقاية من الإعاقة في المستوى الثالث :
البدء بتدريب الأطفال المعوقين المهارات الحياتية اليومية مبكرا والهدف من هذا التدريب هو تطوير قدرة الطفل على الاعتماد على النفس قدر المستطاع والقيام بذلك بأسلوب اجتماعي مقبول، فالطفل المعاق بحاجة لأن يتعلم كيف يأكل ويلبس وينظف نفسه وما إلى ذلك،
استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء:
استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء، وخاصة الضعفاء من المعوقين والتحذير من إيذاء الضعفاء واكتساب الفضائل الخلقية
إن إصابة الطفل بالإعاقة تفرض على الوالدين خاصة مسئوليات جسيمه قد تثقل كاهلهم في أول الأمر ولكن بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره سوف تطمئن قلوب الوالدين وجميع أفراد الأسرة وأهم قواعد هذه الرعاية.
اللعب مع الأطفال: حيث يحتاج الطفل الكفيف أو المعاق كالطفل السليم إلى الألعاب التي تناسب عمره والتي تنمي فيه ملكة التفكير والتعليم والإبداع.
التوصيات
يؤمل أن تأخذ في الاعتبار التوصيات الآتية:-
1- تشجيع ودعم المدارس لتنظيم المعارض التي تتناول موضوع الوقاية من الإعاقة.
2- تشجيع الدعاة لتناول مثل هذا الموضوع داخل المساجد أثناء المحاضرات أو خطب يوم الجمعة.
3- تشجيع الحملات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية ضد التدخين والإدمان.
4- تكثيف حملات النظافة العامة بالتخلص من جمع النفايات في صناديق القمامة.
5- تنظيف أسطح الوحدات السكنية لتخلص من الحشرات.
6- المراقبة المستمرة لعمال النظافة والمطابخ كطريقة وقائية.
7- كتابة العبارات الإرشادية المدعمة بالصور على أغلفة الكتب الدراسية ودفاتر الطلاب كأسلوب من الأساليب الوقائية للحد من الإعاقة.
8- تخصيص شبكة متخصصة على الإنترنت تتناول موضوع الوقاية من الإعاقة.
9- نوصي بأهمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة العاملة في مجال الصناعة لتباع الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من الإصابة.
10- نوصي الباحثين أن يولوا موضوع الوقاية من الإعاقة اهتماما بقدر ما للحاجة الماسة إلى إثراء البحث العلمي في هذا المجال.
ملخص لدراسة من إعداد الدكتور / محمد حامد امبابي مراد:
أستاذ التربية الخاصة المساعد قسم التربية الخاصة –كلية التربية – جامعة الملك سعود
الرياض- مقدم إلى ندوة تطوير الأداء في مجال الوقاية من الإعاقة.
--------------------------------------------------------------------------------
رجاء حيدر: عضو مجلس إدارة مركز دراسات وأبحاث المعوقين-
www.caihand.com