يحكى أن رجلاً كان يسير في البادية،وفجأة رأى سبعاً مقبلاً نحوه يريد أن يفترسه.
ففتش عن مكان يأوي إليه،فلم يجد غير بئر،نبتت في جداره شجرة تين،فألقى نفسه فيه،وتعلق بغصنين منها،وركز رجليه على حجرين ناتئين في الجدار.
ونظر حوله فإذا عند رجليه حيات أربع،قد أخرجن رؤوسهن من جحورهن.
ثم نظر إلى قعر البئر فإذا بثعبان أسود قد فتح فاه، ينظر سقوطه حتى يلتهمه.
ونظر جانباً إلى الغصنين، فإذا في أصلهما جرذان، أحدهما أبيض والآخر أسود،يقرضان الغصنين دائبين لا يفتران.
وبينما هو في تلك الحالة من الخوف والجوع إذا به يبصر أمامه في الجدار عش نحل قد امتلأ عسلاً، فذاق العسل فشغلته حلاوته ولذته عن التفكير في شيء من أمره،وأن يلتمس الخلاص لنفسه. ونسي أن رجليه على حيات أربع لا يدري متى يفتكن به،وأن الجرذين دائبان في قطع الغصنين،وأن السبع متربص به من الأعلى،وأن الثعبان ينتظره من الأسفل....
فلم يزل لاهياً غافلاً مشغولاً بتلك الحلاوة الزائدة حتى انقطع الغصنان ووقع في فم الثعبان،فالتهمه.
مغزى القصة:
هذه القصة تنطوي في حقيقتها على تصوير رمزي لحياة الانسان،وما يجري عليه فيها.
{فالبئر} رمز للدنيا المملوءة آفاتً وشروراً وأخطاراً وغروراً.
و{الحيات الأربع} رمز لطبائع الانيان المنحرفة،فإنها متى هاجت أو هاج أحدها،كانت كسم الأفاعي.
و{الغصنان} رمز إلى عمر الانسان الذي يدوم إلى حين،ثم ينقطع لا محالة.
و{الجرذان} الأسود والأبيض،رمز إلى الليل والنهار،الدائبين في إفناء العمر.
وأما {السبع} فهو الموت الذي يطارد الانسان،والانسان يحاول دائماً الهرب منه.
وأما{الثعبان} فهو القبر الذي يجد فيه كل انسان تهايته المحتومة.
وأما {العسل} فهو رمز لشهوات الدنيا وملذاتها،التي حين ينال الانسان منها شيئاً فإنها تلهيه عن أمر آخرته، وتصده عن سبيل قصده، وتنسيه ذكر الموت.
يقول الامام علي كرم الله وجهه
((أيها الناس، إنّ أَخوف ما أخاف عليكم اثنان: اتباع الهوى...وطول الأمل.
فأما اتباع الهوى فيصُّد عن طريق الحق.
وأما طول الأمل فيُنسي ذكر الآخرة.))
وهذايذكرني بكلام عيسى عليه السلام عن عشاق الدنيا حيث قال:
[كوشفتُ يوماً بالدنيا،فرأيتها في صورة عجوزٍ شمطاء عليها من كل زينة،فقلت لها: كم تزوجت؟ قالت: لا أحصيهم. قلت: فكلهم قد مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت: بل كلهم قتلت!
فقال عيسى عليه السلام: بؤساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين!!.]
أبعدنا الله وإياكم عن حب الدنيا وعن الانغماس بملذاتها المتزايدة
ففتش عن مكان يأوي إليه،فلم يجد غير بئر،نبتت في جداره شجرة تين،فألقى نفسه فيه،وتعلق بغصنين منها،وركز رجليه على حجرين ناتئين في الجدار.
ونظر حوله فإذا عند رجليه حيات أربع،قد أخرجن رؤوسهن من جحورهن.
ثم نظر إلى قعر البئر فإذا بثعبان أسود قد فتح فاه، ينظر سقوطه حتى يلتهمه.
ونظر جانباً إلى الغصنين، فإذا في أصلهما جرذان، أحدهما أبيض والآخر أسود،يقرضان الغصنين دائبين لا يفتران.
وبينما هو في تلك الحالة من الخوف والجوع إذا به يبصر أمامه في الجدار عش نحل قد امتلأ عسلاً، فذاق العسل فشغلته حلاوته ولذته عن التفكير في شيء من أمره،وأن يلتمس الخلاص لنفسه. ونسي أن رجليه على حيات أربع لا يدري متى يفتكن به،وأن الجرذين دائبان في قطع الغصنين،وأن السبع متربص به من الأعلى،وأن الثعبان ينتظره من الأسفل....
فلم يزل لاهياً غافلاً مشغولاً بتلك الحلاوة الزائدة حتى انقطع الغصنان ووقع في فم الثعبان،فالتهمه.
مغزى القصة:
هذه القصة تنطوي في حقيقتها على تصوير رمزي لحياة الانسان،وما يجري عليه فيها.
{فالبئر} رمز للدنيا المملوءة آفاتً وشروراً وأخطاراً وغروراً.
و{الحيات الأربع} رمز لطبائع الانيان المنحرفة،فإنها متى هاجت أو هاج أحدها،كانت كسم الأفاعي.
و{الغصنان} رمز إلى عمر الانسان الذي يدوم إلى حين،ثم ينقطع لا محالة.
و{الجرذان} الأسود والأبيض،رمز إلى الليل والنهار،الدائبين في إفناء العمر.
وأما {السبع} فهو الموت الذي يطارد الانسان،والانسان يحاول دائماً الهرب منه.
وأما{الثعبان} فهو القبر الذي يجد فيه كل انسان تهايته المحتومة.
وأما {العسل} فهو رمز لشهوات الدنيا وملذاتها،التي حين ينال الانسان منها شيئاً فإنها تلهيه عن أمر آخرته، وتصده عن سبيل قصده، وتنسيه ذكر الموت.
يقول الامام علي كرم الله وجهه
((أيها الناس، إنّ أَخوف ما أخاف عليكم اثنان: اتباع الهوى...وطول الأمل.
فأما اتباع الهوى فيصُّد عن طريق الحق.
وأما طول الأمل فيُنسي ذكر الآخرة.))
وهذايذكرني بكلام عيسى عليه السلام عن عشاق الدنيا حيث قال:
[كوشفتُ يوماً بالدنيا،فرأيتها في صورة عجوزٍ شمطاء عليها من كل زينة،فقلت لها: كم تزوجت؟ قالت: لا أحصيهم. قلت: فكلهم قد مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت: بل كلهم قتلت!
فقال عيسى عليه السلام: بؤساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين!!.]
أبعدنا الله وإياكم عن حب الدنيا وعن الانغماس بملذاتها المتزايدة