اختصاصي يتحدث عن عالم الإجهاد
اسباب القلق جينية وثقافية أيضًا
من روما: ولد روبرت موريس سابولسكي في عام 1957 وهو عالم وكاتب أميركي. وهو اليوم بروفيسور في العلوم البيولوجية والعلوم العصبية في جامعة ستنافورد. ويعتبر البروفيسور سابولسكي أحد الخبراء العالميين في دراسة الآليات البيولوجية التي تقف وراء مرض الإجهاد، وفي حديث خاص لايلاف ينوه البروفيسور سابولسكي بأن أسباب القلق جينية وثقافية معاً. ويتمسك البروفيسور بأن المصابين بالقلق ينظرون الى الآخرين كأنهم مختلفين عنهم. أما الثقافة فهي التي تقرر من هم هؤلاء الآخرين بالنسبة لمرضى الإجهاد وفي ما يلي نص الحوار معه.
* ما هي صلة الوصل بين القلق والإجهاد؟
- تعززت معرفتنا اليوم حول مفعول هرمون "غلوكوكورتيكويد" (glucocorticoid) الذي ينتجه الجسم، في حالة الإجهاد، في منطقة بالدماغ تسمى "أميغدالا". كما نعلم ان أنشطة الأعصاب تزيد مما يجعلها أكثر حساسية حيال محفزات القلق النفسية. كلما احتدت وتيرة القلق كلما زاد إفراز هذا الهرمون. لكننا لا نعلم، لغاية الآن، ما يجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية مقارنة بآخرين إزاء مفعول الإجهاد وإفراز هرمون "جلوكوكورتيكويد" بكميات كبيرة.
* إذن، هل جذور القلق والإجهاد هرمونية مشتركة؟
- هناك "دائرة شريرة" تربط القلق بالإجهاد. فالقلق يساعد في توليد الإجهاد. أما الإجهاد فانه يساعد في جعل القلق أكثر حدة. ان هرمونات الإجهاد تقوم بتحويل أي حدث يحصل حولنا الى شيء مثير للخوف.
* هل تجدون أن مستوى معيناً للقلق لدينا ضروري لمواجهة الحياة وصعوباتها؟
- أنا أجد طبيعياً أن ينتاب الإنسان ردود فعل متعلقة بالقلق من جراء مواجهة أخطار حقيقية. في هذه الحالة، أنا أفضل التحدث عن الخوف، لا عن القلق.
* هل يحصل نوع القلق ذاته لدى الرباح(سعدان أفريقي آسيوي ضخم قصير الذيل وقبيح المنظر) وهل نوع القلق الذي يصيب البشر مختلف؟
- ان الآليات العصبية البيولوجية التي تثير الخوف أم القلق لدينا أم لدى الرباح مشابهة للغاية. أما أسباب القلق بحد ذاتها فتختلف. على سبيل المثال، فإننا البشر نقلق عندما نسمع عن حادثة حصلت أم ستحصل. كما نخاف الموت وقد نخاف لدى مشاهدتنا فلم سينمائي. مع ذلك، فإننا نستطيع محاربة القلق عبر سماعنا الموسيقى أم الدردشة مع صديق أم الإيمان بوجود حياة بعد الموت. ان القاعدة البيولوجية للقلق هو الإجهاد. تماماً كما القرود، فإننا بحاجة الى شبكة من العلاقات الاجتماعية للتغلب على الإجهاد، لا سيما ان كان مشتقاً من التساؤلات حول وجودنا على الكرة الأرضية.